قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أردوغان .. طفل يلهو في أوراق أجداده

0|جودت عيد   -  

لم أصدق ما قاله الرئيس التركى رجب طيب اردوغان خلال زيارته الاخيرة للسودان ، أنه طلب من الرئيس السودانى عمر البشير منحه جزيرة سواكن على البحر الاحمر لتنميتها ، فوافق الأخ البشير حسب قوله ..هذه عبارة معروف انها تقال امام شاشات التليفزيون وميكروفونات القنوات الفضائية فقط .. فهى كلمات لا تعدو كونها موافقة على اتفاق مسبق ، بين تركيا والخرطوم باستيلاء انقرة على الجزيرة وتهديد الموانئ المصرية والعربية.

الكلمة والتى ابتسم فيها اردوغان ، كانت موجهة الى مصر بالتحديد ، وكأنها رسالة تهديد ، الى دولة لم يدرك حجمها حتى الان اردوغان ، فهو مازال يلهو فى اوراق اجداده العثمانيين الاستعماريين ، ومازال مقتنعا انه يستطيع عبر تحالفاته الاستعمارية ترويض مصر واخضاعها لحلفه الاخوانى القطرى .

أردوغان ، الذى طالما عرف من أين تؤكل الكتف ، بدأ فى وضع انفه فى افريقيا ، مستغلا انشغال مصر القوة العظمى بالمنطقة فى استقرار اوضاعها الداخلية ومواجهة ارهاب غاشم يدعمه محور الشر الذى يضم بجانب تركيا ، قطر ايضا.

وفقا لتحليلات كثيرة لشخصية اردوغان ، نجد اننا امام طفل ، دائما ما يلهو فى اوراق اجداده ، القدامى ، فتارة يعيد الحقبة العثمانية فى شكل جنود يرتدون زى العثمانيين القدامى ،وتارة يقاطع دولا عربية بسبب انتقادها لاحد الحكام العثمانيين ،وتارة اخرى يدافع عن حقوق استعمارية عثمانية عفا عليها الزمن .. وتارة رابعة يتفاخر بما فعله اجداده العثمانيون ويمنى نفسه ، ماذا لو اصبح سلطانا يحكم جزرا، مثل قطر ،لان الدول لن تقبل بعودة الاستعمار مرة اخرى .

فى الواقع ، أرى ان نهاية اردوغان لن تكون ابعد من نهاية حكام عرب ، كانوا الى وقت قريب يمجدون تركيا مثل على عبد الله صالح الرئيس اليمنى السابق ، ومعمر القذافى رئيس ليبيا الراحل.

أما على الجانب السودانى ، فعلى الخرطوم ان تدرك جيدا ان اى رسائل ضغط على مصر ، لن تكون فى مصلحتها من الناحيتين الاقتصادية والسياسية ، والقاهرة فى يدها الكثير لتلعبه وتحجم الدور المشئوم الذى تريد ان تلعبه تركيا وقطر فى افريقيا .

ويجب على السودان ان يدرك ان حلايب وشلاتين ارض مصرية ولا تنازل عنهما، وأن حقوق مصر فى نهر النيل تاريخية وموثقة، ولن يتم التخلى عنها مهما كانت التضحيات .

وأعتقد ان مصر بقيادتها السياسية ومؤسساتها القوية وأجهزتها الامنية الوطنية، قادرة على افشال اى مؤامرات تحاك ضد المصريين ، وأجزم ان الرد المصرى سيكون قويا على محاولات تركيا وقطر دس السم فى القارة الافريقية ، التى طالما كانت مصر القائدة ، وذات وزن اقتصادى وسياسى قوى.