قد تشعرين بأنك على حافة الانهيار العصبي كلما زادت الضغوط النفسية من حولك، سواء داخل الاسرة او في مكان العمل. لكن قبل ان يتحول شعورك هذا الى حقيقة، حاولي تجنب الاسباب التي قد تؤدي بك الى ذلك.
أوضح دكتورمحمود أبو العزايم استشارى الطب النفسى أن الانهيار العصبى ليس مرضا نفسيا او عقليا، بل حالة هستيرية تنتاب الشخص عندما تزداد الضغوط النفسية عليه وهذه الضغوط باما اجتماعية او عائلية او ذاتية، تؤدي إلى فقدان التوازن مع النفس، وبالتالي ما إن يتعرض الشخص لموقف ضاغط حتى يتحول إلى القشة التي تقصم ظهر البعير، حتى وإن كان بسيطا، فينهار ويفقد السيطرة على انفعالاته التي قد تظهر في شكل بكاء او صراخ وقد يغمى عليه للحظات.
عادة يعطى الشخص مهدئا حتى يتجاوز الحالة، لكن المشكلة الاساسية تبقى موجودة طالما لم يخضع الشخص للعلاج النفسي.
والمرأة اكثر عرضة للانهيار العصبي بحكم وضعها في المجتمع. فهي تعاني من ضغوط من اطراف متعددة من الزوج ان كانت متزوجة، ومن المجتمع الذي ينظر اليها نظرة سلبية ان كانت مطلقة، ولا يعترف بكفاءتها ان كانت موظفة او عاملة، لذلك فهي لا تعيش حياتها بالشكل الذي ترضاه لنفسها. فضلا عن أنها بطبيعتها اكثر حساسية، وتغلب عليها العاطفة، عكس الرجل الذي له علاقات اجتماعية اوسع كما انه منفتح اكثر على العالم الخارجي، مما يخفف عنه الضغط والتوتر، وان كان الرجال بدورهم معرضين للانهيار العصبي.
وأشار إلى الاسباب التي قد تؤدي الى الانهيار العصبي القلق والخوف والاكتئاب والتشاؤم، والنظرة السلبية للذات وللاخرين، الأمر الذي يجعل الشخص سهل الاستثارة والاستفزاز، وسريع التأثر والغضب، لكنه ما إن يهدأ حتى تنتابه مشاعر الذنب والندم على تصرفاته،وهذا يؤدي بدوره إلى شعوره بالإرهاق النفسي.
ان الاشخاص المهددين بالانهيار العصبي يكونون في الغالب غير راضين عن انفسهم من جهة، وعن تصرفات الاخرين تجاههم من جهة اخرى، لانهم في حقيقة الامر لا يمتلكون المرونة للتعامل مع الاخرين ومع ذواتهم فتنتابهم من حين لآخر، نوبات من الحزن الشديد والبكاء والتشاؤم والنظرة الدونية للذات.
مثل هذه الحالات لا تحتاج الى مهدئات ولا الى ادوية، بل كل ما تحتاجه أن يقوم المتخصص النفسي بالعمل على تغيير نظرة الشخص لذاته اولا، وتصحيح علاقته بالاخرين ثانيا، إضافة إلى توضيح نقاط الضعف لديه، لتحل المشكلة بالتدريج، ويكتسب الشخص الثقة بالنفس وبعض المرونة في التعامل مع الاخرين مما يفتح له مجالات اخرى في حياته كانت غائبة أو فقط لم يكن يراها من قبل.