لماذا يريد الأمريكيون سيطرة المحافظين على إيران؟

سؤال .. هل تسعى أمريكا لتولية المحافظين حكم ايران مرة أخرى؟ .. يبدو ان واشنطن خسرت كثيرًا نتيجة وجود الإصلاحيين في السلطة .. أو أن هناك تغييرًا في التركيبة الايرانية أخاف واشنطن ودفعها للمواجهه السياسية الآن .. المظاهرات التي حدثت في "مشهد" معقل المحافظين تعطى دلالات على تغيير هائل وضخم في التركيبة السياسية التي تحكم طهران الان.

التغيير بدأت معالمة في علاقة الإصلاحيين بالحرس الثوري الإيراني .. وهذا الأمر تحديدًا ظهر في شكل اتفاق بين الرئيس روحاني والحرس الثوري الإيراني .. كانت ترجمته في رفع ميزانية الحرس الثورى الإيراني بنسبة 42% .. لتصبح ميزانيته 3 أضعاف ميزانية الجيش الإيراني.

المظاهرات قامت بعد 24 ساعة من اعلان الميزانية على الملأ .. وخرجت من معاقل المحافظين في مشهد وامتدت واتسعت لتشمل كل المدن الإيرانية .. للوهلة الأولى المظاهرات خرجت للهتاف ضد الرئيس الإيراني روحاني .. ثم ارتفعت الهتافات ضد المرشد الأعلى للثورة الاسلامية .. وكأنه تحذير مرتفع ضد أي تلاقٍ بين الحرس الثورى الإيراني والاصلاحيين .. يجعل المؤسسة التي كانت دائمًا تعبر عن المحافظين .. اكثر انفتاحًا على الإصلاحيين.

من جهه أخرى .. ظهور غير متوقع لأحمدى نجاد .. وهو الظهور الثاني خلال أشهر .. بعد أن أعلن عن رغبته في الترشح للرئاسة ورفض المرشد الأعلى خامنئي ترشحه في وقتها .. كل هذه الأمور تكشف لنا عدة حقائق مهمة .. وهى أن هناك نزاعا داخليا حقيقيا في طهران .. وربما جاءت المظاهرات لتكشف حجم هذه الاختلافات.

هناك مطالب اجتماعية واقتصادية .. خرجت على لسان المتظاهرين .. وهذه المظاهرات التي خرجت تمددت لمعظم المدن بشكل منظم .. وبلا قيادة .. وهذا يعنى أمرين لا ثالث لهما .. إما أن المظاهرات حدثت بشكل منظم ومحكم وتعمد إخفاء قيادة التنظيم .. والاحتمال الثاني أن المظاهرات جاءت عفوية وهذا يعنى عدم قدرة وكفاءة المؤسسات الإيرانية في التوقع والتنبوء .. وفى الحالتين هناك خلل بدا واضحًا.

تطرقت المظاهرات الى الهتاف ضد المرشد الأعلى خامنئي .. والسؤال هنا .. هل يعكس ذلك خلاف بين المرجعيات الدينية وكتل المحافظين ضد شخص المرشد الأعلى وسياساته ؟ .. وهل بدأت معركة خلافة خامنئي مبكرًا؟ .. أم ان هذا رأى الجماهير في النظام الإيراني ككل ؟

إن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد النظام الحاكم فى ايران ودعمه للمظاهرات المستمرة في ايران بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة للشعب الإيراني، تعني احتمالين الاول يتمثل في أن واشنطن لا تريد اسقاط النظام في إيران وإنما تريد الضغط عليه لان خطاب الادارة الامريكية يعزز ويقوي مصداقية خطاب النظام الايراني حول المؤامرة الخارجية.

ان الاحتمال الثاني أن إدارة "ترامب" تسعي لتقوية نفوذ المحافظين في النظام الايراني الداعم لمظاهرات "مشهد" " وأن واشنطن تسعي لتقوية المحافظين في مواجهة الاصلاحيين بما يساهم ذلك في اهتزاز تماسك الاتفاق النووي بين الدول الخمس".

خبر على هامش الاحداث في ايران ..

نشرته صحيفة " الجريدة" الكويتية وروجته على نطاق واسع مواقع وصحف تركية تحت عنوان ( ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لتصفية قاسم سليماني) .. الخبر يقول أن جهاز الموساد الإسرائيلي كان قاب قوسين أو أدنى من اغتيال قائد فيلق القدس "قاسم سليماني" .. لكن المخابرات المركزية الأمريكية أخبرت القيادي الإيراني بالخطة .. فاستطاع الإفلات من عملية الاغتيال .. والآن فإن أمريكا أعطت ضوءًا أخضر للموساد بقتل قاسم سليماني ..
السؤال هنا ما الجدوى من الإعلان مسبقًا عن نية اغتيال قاسم سليماني؟ . من يريد القيام بعملية اغتيال .. ليس عليه أكثر من الضغط على الزناد.