قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وسلاماً على " السوتيان "


يرى كثيرون ان المعضلة لم تعد فى بقاء المجلس العسكرى على رأس السلطة من عدمه . المعضلة فى الشارع ، الذى تحول الى حائط صد منيع ضد السلطة ، وضد القانون ، وضد النظام ، بدعوى الحريات ، والحاجات والمحتاجات ، وأبوك السقا مات .
المعضلة ايضا فى ساسة ، يرون انهم أحق بالكعكة بعد يناير . والذى يحدث ، ان قطاعات كثيرة فى الشارع تتحرك وفق أهواء هؤلاء . بعضهم يعلم ، انه لن يصل الى مقاعد الرئاسة بالانتخابات ، فقصر فى الطريق ، ولف ، محاولا الوصول الى السلطة ، من أبواب الشارع الخلفية .
لم يكن يتصور احد ، ان الذين كانوا ضد قمع نظام مبارك ، وسطوة نظام مبارك ، وسيطرة نظام مبارك ، وضد رفض التعددية فى نظام مبارك ، هم انفسهم ، الذين يحاولون الركوب على السلطة ، فى عليين، باثارة طبقات الشارع فى الاسفل ، بينما يرفعون شعارات ، ضد القمع ، والعنف المفرط مع المتظاهرين ، مع انه لافرق بين العنف والعنف المفرط ، ولا فرق فى خناق الشوارع ، بين الرجل والمرأة ، فالمثل يقول اذا امتدت الايدى ، تساوت الرتب !
كثيرون بدأوا فى تحليل أحداث مجلس الوزراء ، من مسلمة سلمية اعتصام مجلس الوزراء ، رغم ان منع رئيس وزراء مكلف من دخول مكتبه ن لا هو اعتصام ، ولا هو سلمى .
فى أعظم الديمقراطيات ، لا يكفى معارضتك للحكومة ، كسبب لقطع الطرق العامة ، او إتلاف الممتلكات . وفى أعظم الديمقراطيات ايضا ، تبدأ الدولة فى التدخل ، بكل عنف ، اذا جارت الحريات الشخصية ، على حقوق المجتمعات .
خلال أحداث وول ستريت فى الولايات المتحدة ، نشرت جريدة الواشنطن بوست خبرا يشجب الاعتداء على المتظاهرين فى ميدان التحرير فى مصر ، بينما أعلى الخبر صورة كبيرة ، بعنوان " انقذوا وول ستريت " ، ويبدو فى الصورة عناصر من البوليس الفيدرالى ، راكبون على ظهر احدى المتظاهرات .. منتهى القسوة .
ليس هذا مبررا للعنف ، ولا هى دعوة للقمع ، لكنها محاولة لمناقشة حدود الدولة ، وحدود حريات الافراد .
لا يمكن مناقشة أحداث مجلس الوزراء ، بالبدء من استخدام الدولة العنف ضد المتظاهرين . لان الاولى البدء من حدود حريات المتظاهرين ، وما اذا كان يجوز ، من منطلق الحريات ، منع موظف عام من دخول مكتبه ، بواسطة مجموعة من الشباب المعترضين على شخصه ؟!
هل يجوز من منطلق ديمقراطى ، ان يرفض بعضهم الانتخابات ، ويطلب تشكيل الدكتور البرادعى مجلسا رئاسيا ، بصلاحيات مطلقة ، وبالتعيين ، فى حين ان قطاعا كبيرا من المصريين لا يريد البرادعى ، ولا يريد مجلسا معينا فاقدا للشرعية ، يعينه المجلس العسكرى ، الذى يقول البرادعى انه فاقد للشرعية ؟ !
ليس منطقيا ان يرفض الذين اخذوا على مبارك تزويره الانتخابات ، الاحتكام الى صناديق الانتخابات . ولا من المنطق ، ان يطعن الذين اخذوا على نظام مبارك التصلب فى الرأى ، فى إرادة الناخبين بعد يناير ، بدعوى ان الاسلاميين استقطبوا الشارع ، مع ان السياسة استقطاب ، و ما الانتخابات إلا قدرة على الحشد .
المسألة بعد يناير ، إما ان تقيم دولة ، وفق قواعد الدولة ، وإما أن تظل فى عالم افتراضى ، يحركه البعض من على حسابه على تويتر ، يتنبأ بمصر جديدة على الكيف ، ووفق الأهواء ، ثم يقيم الشارع ، ويقعده طلبا لمجلس مفروض ، لا يختلف كثيرا عما كان مفروضا على المصريين من قبل .
أى ثوار هؤلاء ، وأى ثورة تلك ؟ !
الثائرة نوارة نجم مثلا ، عقبت على سب ابوها الدين ، فى احد برامج التليفزيون ، بسب الدين للذين لا يعجبهم كلام ابوها !
والناشط الطبيب علاء الاسوانى ، دخل فى تلاسن ، مع احد الذين طلبوا منه التهدئة خلال حواره مع احدى وكالات الانباء الاجنبية . الرجل ، حرر محضرا بشهود ضد علاء فى قسم الشرطة ، بينما قال علاء لوسائل الاعلام ، ان ملتحى هدده ، وحاول منعه من الحديث لوسائل الاعلام ، بينما قال الرجل ان كل ما فعله ، انه قال للأسوانى : اتق الله فى بلدك !
ثورة الأسوانى ، ونوارة حلال ، اما آراء الآخرين فحرام ، وملعون ابوها وابوهم ، على حد التعبيرات الشبيهة لما تستخدمه الثائرة نوارة على حسابها على تويتر .
فعلى حسابها ، وصف الثائرة نوارة ، الذين لم ينزلوا الشارع لمواجهة الجيش بلفظ ينفى عنهم الرجولة فى التعبير المصرى الدارج . نوارة كتب اللفظ كما ينطقه الشارع ، بلا حياء ، ولا حصوة ملح فى عينها .
هو رأيها ، ولو ان استخدام اللفظ بفجاجة يعيدنا الى الجدل ، حول الخط الفاصل بين حريات الافراد ، و حريات الآخرين فى الحريات ، وصون وجهات نظرهم ، حتى وإن خالفت من هم على شاكلة الثائرة بنت الثائر .
فى مصر ، تماهى الخط الفاصل بين هيبة الدولة ، وحقوق الآخر، وبين جينات ثورية تشابهت مع جينات سلوك غير سوى ، وسوء سريرة ، حتى جاء الوقت الذى تسب فيه ثائرة الدين ، للذين يخالفونها فى الرأى ، بينما يختزل آخرون ، احداث مجلس الوزراء ، والاعتداء على هيبة الدولة ، و إحراق كنوز مصر الوثائقية ، فى انكشاف " مشد صدر " إحدى المتظاهرات .. يسمونه بالفرنسية " سوتيان" .
لايمكن اختزال أحداث مجلس الوزراء فى " سوتيان " .. و سلاماً على " السوتيان ".