EN
وقف متحمسا، تراوده أحلام الماضى، وخطط الأجداد التي فشلت بسبب السياسات الخاطئة، ليقول أمام العامة: "نعتبر السلطان عبد الحميد الثاني أحد أهم الشخصيات السياسية وأكثرها طموحًا وتمتعًا بعقلية إستراتيجية أكسبت تركيا شهرة خلال 150 سنة الأخيرة"، هكذا كان تعليق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مهاجمًا منتقدي الدولة العثمانية.
أصبح حديث أردوغان عن الدولة العثمانية، واعتبار حكمه امتدادًا لهذه الدولة، شيئًا اعتياديًا في الحياة العامة، وخاصة مع اقتراب حملة حزبه الانتخابية في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقرر لها العام المقبل، الأمر الذي يوضح أن هدف أردوغان جذب المصوتين عبر ذكريات الماضي.
وكان "أردوغان"، قد صرح في كلمة له، بأن البعض يعملون على تحديد عام 1923 -الذي شهد إعلان الجمهورية التركية- كبداية لتاريخ هذا البلد، وتجريد تركيا من جذورها وقيمها العتيقة، مفيدًا بأنه يتوجب عدم اعتبار الدولة العثمانية والجمهورية التركية كيانين معارضين لبعضهما البعض.
"أردوغان" الذي يشن هجومًا عنيفًا على عفرين السورية، من أجل هدف معلن وهو القضاء على التنظيمات التي يعتبرها إرهابية، يحاول كسب ود الشعب الذي وجد في نهاية المطاف أن شعار حزب أردوغان في الانتخابات الأخيرة، الذي طالبهم بالتصويت له من أجل تقليل عدد القتلى، أصبح لا وجود له، مع استمرار تدفق القتلى من جانب الجيش التركي في عفرين السورية، في قتال دخله الجيش التركي من أجل مخاوف شخص واحد وهو "أردوغان" نفسه، الذي يعتبر نفسه الخليفة المنتظر.
التصريحات جاءت متعارضة مع القانون الدستوري الذي نص على إلغاء الخلافة وتجريد السلالة العثمانية من أي حقوق أو ممتلكات في الجمهورية التركية، حيث ينص القانون على منع أفراد السلالة الحاكمة العثمانية من الإقامة داخل تركيا وإسقاط الجنسية عنهم.
لا يزال الحلم يراود أردوغان، السلطان الوحيد، في إعادة دولة أجداده، وخاصة مع تقزم الأدوار التى يلعبها في أغلب القضايا، التي أدخل بلاده فيها.
