الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحضانة للرجل


حكايتي عن الحضانة للأب وتنفيذها على أرض الواقع والجديد في الموضوع هو موافقة لجنة الاقتراحات والشكاوى بمجلس النواب على الاقتراح المقدم من أحد النواب بشان تعديل بعض أحكام قانون الأحوال الشخصية رقم 25 لسنة 1929 والمعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985 والذي يجيز للمحكمة أن تقضي بنقل حضانة الطفل للأب دون الالتزام بالترتيب الوارد بالقانون.

وقررت اللجنة إحالة الاقتراح بقانون إلى لجنة مشتركة من لجنة الشئون الدينية والأوقاف ومكتب لجنة الشئون الدستورية والتشريعية لمناقشته بالتفصيل.

والسؤال الآن ما نص المادة مسار الجدال؟
يضيف الاقتراح بقانون فقرة جديدة إلى المادة 20 من قانون الأحوال الشخصية نصها: 
"يجوز للقاضي متى تيقن له أن مصلحة الصغير أو الصغيرة أن يكون في حضانة الأب ألا يلتزم بالترتيب الوارد بالفقرة 6 من المادة 20 وأن يقضي بنقل الحضانة إلى الأب.

هذا ما حدث مؤخرا في قضية الحضانة وللأسف الكثير من الأمهات الحاضنات معترضات على هذا المقترح مؤكدات أن الحضانة للنساء وأنهن الأقدر فطريا وخلقيا ونفسيا لهذه المهمة.

والاسئلة التي أطرحها ما المشكلة أن يقوم الأب باحتضان ابنه إذا كانت ظروفه تصلح لذلك ومصلحة الصغير ستكون معه؟ وهل من المنطقي أن تربي الخالة الصغير وأبوه موجود ولديه القدرة على تربيته ويستطيع حمايته ورعايته ؟وهل من الطبيعي أن يثبت الحق في الحضانة للأم ثم المحارم من النساء مقدما فيه من يدلي بالأم على من يدلي بالأب ثم يأتي ترتيب الأب في الحضانة بعد ذلك.

في الحقيقة أنا مع مصلحة الصغير واستقراره النفسي ومراعاة علاقته بأبيه وأن يكون في حضانة أبيه قبل المحارم من النساء إذا كان هذا أفضل له.

ليس هذا فقط ولكن فكرة أن الأب يذهب لرؤية أبنه ويمضي في دفتر بالحضور ليأتي الطفل مع أمه أو أحد ذويها داخل مركز من مراكز الشباب أو مقر لحزب ما يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسي غير عادي ولا يسمح أبدا بأن يمارس الأب دوره التربوي في التربية والتنشئة وأن يكون هناك حب وتفاهم وود بينه وبين ابنه.

وكنت أتمنى أن يتم تعديل قانون الأحوال الشخصية برمته ككل تحت قبة البرلمان خاصة ما يتعلق بمناقشة قانون تحويل رؤية الطرف غير الحاضن لأطفال الطلاق -وغالبا يكون الأب- إلى استضافة.

وكان قد قدم قانون يشمل تعديل بأحقية الرؤية تحت مصطلح الاصطحاب بخمس ساعات أسبوعيا ومشروع أخر لقانون ينص على أحقية الأستضافة لأيام للطرف غير الحاضن وغالبا يكون الأب لمنحه القدرة على التعامل مع طفله بشكل سوي فيستطيع استضافته في أجازة نصف العام وأخر العام حتى يحدث تواصل للأرحام كما أمرنا الله تعالى في كتابه العزيز وحتى يستطيع هذا الطفل الاتصال بذويه لأبيه مثل الجدة والعمات اللائي من الممكن أن يكن لم يرين هذا الطفل منذ سنوات.

أعرف أن كلامي هذا سيجعل الكثير من الأمهات الحاضنات يغضبن غضبا شديدا وخاصة أن بعض الرجال بمجرد أن يطلق زوجته ينسى تماما أطفاله ومصلحتهم ويبدأ في الانتقام من زوجته السابقة فيحرمها من النفقة ويعذبها وأحيانا يتزوج الأب بأخرى وتصبح له حياة مختلفة جديدة وتخاف الأم الحاضنة أن يأخذ الأب طفلهما ويذهب به لهذه الزوجة الجديدة والتي في الغالب تكون غير صالحة لتربية ابن ضرتها السابقة.

بالإضافة لحالات حدثت لآباء أخذن أولادهن بعيدا عن الأم، وبقيت الأم وحيدة لا تعرف شيئا عن أطفالها.

المشكلة شائكة ولكن علينا تدبر مصلحة الصغير وسوائه النفسي وعلينا أن نؤكد على فكرة أن الطفل الذي يكبر دون أن يرى أبيه وعائلته لأبيه وبدون أن يتعامل معهم بشكل طبيعي سوي.. لن يكون طفلا طبيعيا مثل أقرانه. وفكرة الاستضافة والرؤية واردة في بعض أحكام الشريعة الإسلامية، حقيقة لم يذكر صراحة في القرآن أو السنة لفظ الرؤية أو الأستضافة وتحديد مدة الرؤية ولكن استدل على هذا في سورة الأنفال.

"وأولو الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم" صدق الله العظيم. 
وفي سورة البقرة "لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده" صدق الله العظيم. 
وأعتقد أن على الآباء والأمهات الذين لم يستطيعوا النجاح في حياتهم أن يتفقوا على إبعاد أولادهم عن مشاكلهم وأن يستميتوا أن يكبر هؤلاء الأطفال وهم أسوياء.. ناجحين لا يعانون عقد نفسية أو قطع صلة أرحام ولا يحملون حقد أو ضغينة أو كراهية لأقرب الناس إليهم وهم أباؤهم.

فالأم التي تنفس عما فعله طليقها معها وتبخ سم كراهية الأب في أولادها هي تدمر حياتها مرة أخري بتدميرها لهؤلاء الأولاد.

ويبقى السؤال مطروحا لماذا لم يتم تعديل قوانين الأحوال الشخصية وسد ثغراته حتى الآن؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط