قصة رفض سعد زغلول تولي السلطة في مصر.. يرويها مصطفى أمين

تحمل السياسة المصرية العديد من الأسرار، ومن بين الفترات التي شهدت العديد من الكواليس والأسرار المهمة قبل وبعد ثورة 1919، بدءا من سفر الوفد المصري وحتى عودته لكن تبقى أكثر الأسرار التي لم توثق سوى على لسان بعض المؤرخين حول فرصة تولي سعد باشا زغلول حكم مصر.
في كتابه "أسرار ثورة 1919" يقول مصطفى أمين، حفيد سعد باشا زغلول: "في أثناء الغداء تبسط لويد جورج وزير الخارجية البريطاني السابق في الحديث والتفت إلي الوزراء وقال لهم: إن عندي سرًا كبيرًا عن مصر لا تعرفونه، لقد كنت رئيسًا لوزراء بريطانيا أثناء ثورة مصر، وذات يوم جاءني لورد كيرزون وزير الخارجية ومعه مجموعة برقيات من لورد اللنبي المندوب السامي البريطاني في القاهرة".
ويضيف مصطفى أمين: "لا يمكن للمؤرخ أن يعتمد عليها بشكل أساسي، لأنها حسب تعبيره «قصة بدون مستندات»، لكنه أوضح: «حدث بعد ذلك أن سمحت الحكومة البريطانية للمؤرخين بالاطلاع على بعض البرقيات السرية التي تبادلها اللورد اللنبي مع لورد كيرزون وزير الخارجية أثناء الثورة»، وكشف أن هذه البرقيات تؤيد رواية وزير الخارجية".
وأشار "أمين" إلى أن الصحف المصرية تجنبت هذه النقطة إلى أن توفى الملك فؤاد الأول، وفي يوم 14 يونيو 1936 ألقت مجلة «آخر ساعة» قنبلة حسب تعبيره، موضحًا أنها تحدثت عن عرض ملك مصر على سعد زغلول.
وتابع أمين: "السؤال هو هل عُرض عرش مصر على سعد زغلول؟ والجواب نعم، وهناك شهود أحياء ووثائق تاريخية لهذا العرض الذي تم في عام 1922»، وروت الصحيفة بأن مندوب حاكم عدن توجه إلى سعد زغلول وأبلغه أن الحكومة البريطانية تخيريه بين أمرين، وهما «أن يصر على الاشتغال بقضية الاستقلال، وستكون نتيجة هذا الإصرار نفيه إلى سيشل ليبقى بها مدى الحياة، أو أن تنصبه الحكومة سلطانًا على مصر تحت الحماية البريطانية، وتضمن له استقلالًا ذاتيًا في حدود هذه الحماية".
وذكر «أمين» أن ما نشرته «آخر ساعة» أثار بلبلة في القصر، خاصةً وأن الملك فاروق كان لايزال يبدأ عهده في الحكم، حينها اعترض الأمير محمد علي، رئيس مجلس الوصاية، وتحدث إلى مكرم عبيد باشا، والذي أكد له بأن الرواية صحيحة، إلا أن الأمير أوضح بأن الأزمة تكمن في توقيت النشر فقط.
ويقول «أمين» عن الأمير محمد علي: "ما كاد الأمير محمد علي يتنفس الصعداء حتى صدر ظهر كتاب (سعد زغلول) للأستاذ عباس محمود العقاد وذكر نفس التفاصيل".