الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مواقف مصر الدبلوماسية الحكيمة


تضم السياسة لفيفًا كبيرًا من أنواع مختلفة من السياسيين ,فهناك السياسى الذى يستمتع بلُعبة السياسة مثل الشطرنج يتلاعب بأهواء من حوله وينتهج التباديل والتوافيق لكى يظل مسيطرًا على المشهد السياسى كله لصالحه دائمًا وهناك السياسى الشاكى: كثير ودائم الشكوى يعتمد على العويل والصراخ للعالم معتقدًا أن تلك النغمة هى التى ستجعل العالم يستجيب لمطالب دولته.

 وهناك أيضًا السياسى المولع بالزعامة الذى مابرح وقف يتحدث أمام العالم تفنن فى تصريحات جياشة يكسب بها حب كل من حوله ولكن سرعان ماتختفى زعامته لان حبه فى صورة الزعيم تشغله عن النجاح الحقيقى فى تسوية الأمور السياسة وهناك السياسى المخابراتى الذى يتلاعب بتصريحاته لصالح أجهزة مخابراتية لصالح بلده أو غيرها وأخيرًا وليس أخرًا السياسى الذى وضع فى مكان سياسى ولكنه ليس سياسى فقط بل إنسان يدرك كل أركان الموضوع ألامور العالمية والمحلية له نظرة ثاقبة يحاول احتواء الموقف فى الأزمات بشكل حكيم بعيدًا عن ردود فعل مبالغ فيها أو انفعالات سياسية مع الولاء الأوحد فى المصلحة لوطنه الذى يمثله واحتواء أزمات العالم بما لا يتعارض مع مصلحة الوطن.

ولأن كل سياسى ممن سبق ذكره يمثل سياسة بلده كانت مصر من الدول التى تحظى بموقف سياسى من النوع الاخير والذى تبنته فى الأيام الأخيرة فى ظل الأزمة السورية وغيرها من قبل فى كثير من الأزمات العربية .
فكان من الممكن أن تصدر مصر كل البيانات والتصريحات التى تكسبها زعامة عربية غير حقيقية على حساب مصلحة الشعوب العربية ذاتها باسم القومية العربية اسمًا وليس فعلا.

ولكن لأن مصر تقدر ثقلها السياسى والمركزى فى المنطقة تبنت ذلك الموقف المحايد فعلى سبيل المثال كان من الممكن أن تصوت مصر لصالح مشروع روسيا المقدم فى مجلس الأمن طمعًا فى تحسين العلاقات الروسية وعودة السياحة الروسية ولكن ماذا لو كان مشروع روسيا المقدم ليس فى صالح الشعب السورى خاصة فى غياب الأدلة الواضحة والحقيقة التى تثبت اذا كان هناك استخدام حقيقى للسلاح الكيماوى أم لا واذا وجد من المسئول؟
لذا دون أدلة لم تصوت مصر ووقفت على الحياد بين أمريكا وروسيا تدين أى أذى وعدوان على الشعب المدنى ولكن لا تتخذ صف أحد الطرفين كى لا تكون مستصاغة لأحد منهما كما لم يعن موقف مصر المحايد الموافقة على العدوان السورى على الاطلاق بل مع الاحتفاظ بحق سوريا كبلد شقيق علينا فى مساعدتها وبحث الموقف بالدليل القاطع عن المسئول ومحاسبته بعد ذلك بالموقف الحكيم الرشيد.

وكما جاءت كلم الرئيس فى القمة العربية التاسعة والعشرين محذرة أى عناصر يمينة من التعدى على المملكة العربية السعودية بصفة مصر الأخت الكبرى لكل البلدن العربية ذلك التحذير الذى يمنع بلد عربى من الاعتداء على بلد عربى أخر مثل ما حدث بين العراق والكويت قديمًا كان التحذير فى قمة التهذب والتعقل والصرامة والاحتواء

تنتهج مصر اليوم مذهبًا سياسيًا يحتوى المواقف العربية و العالمية راجيًا الحلول السلمية دائمًا للجميع ولكن تظل أولوية الوطن ومصلحته فوق كل اعتبار مع غياب أى مطامع للزعامة الواهية أو العاطفية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط