الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إحياء الجذور ..صفعة لأنقرة


تٌعد دائمًا الخطوات الاستباقية فى السياسة والمواقف الدولية هى سر تفوق دولة عن نظيرتها , فلا يأتى حل المشاكل الدولية بالصدام ولا بالبطش ولكن بالحكمة السياسية والهوادة والرسائل الضمنية القوية.

كان هذا هو السر فى نجاح مصر فى صراع تأمين حدودها البرية والبحرية , الشرقية والغربية فعندما سقط نظام الدولة المصرية فى 2011 م كان من المتوقع أن تجور الدول الطامعة فى حقوق مصر ولاسيما كانت الغنيمة الأسهل هى الحدود البحرية التى تكن كنوزًا من الذهب الأسود فالتعدى على الحدود البحرية أسهل من التعدى على الحدود البرية نوعًا ما . فتقدمت مطامع تركيا فى المياه فى الصدارة طامعة فى الاستحواذ على أكبر مساحة من المتوسط لتحصل على أكبر فرصة للتنقيب عن حقول غاز وتنسبها لها ولكن لم يكن ترسيم الحدود المائية مع قبرص واليونان هو الحماية فقط .

فشهد هذا الأسبوع مؤتمر إحياء الجذور وما حمله من رسائل حقيقية فى الاستثمار والصناعة والشراكة الثقافية والسياحية بل أيضًا حقق لنا أمل كبير فى علاقة وطيدة مع اليونان وقبرص .

فقبرص لها حدود مائية مشتركة مع تركيا واليونان لها حدود برية مع تركيا مما يجعل من هاتين الدولتين دولا استراتيجية تستحق التوطيد الدبلوماسى الذى جاء على هامش فعاليات احياء الجذور أو حتى واحدة من تبعات هذه المبادرة وليست من أهدافها المباشرة.
 
فمن المنطقى عندما يكون لنا علاقة وطيدة بهاتين الدولتين تستطيع مصر وقبرص واليونان أن تقف فى وجه مقترح تركيا المنافى للبحار والذى يتسم بكل البطش والغطرسة والتعدى على قانون البحار الدولى والذى يبتغى أن يستحوذ على كيلومترات عدة من مياة اليونان الاقليمية ومياه مصر الاقليمية .

ولعل تلك العلاقات بين الثلاث بلدان يكون كالصخرة التى تتحطم عليها أحلام تركيا فى ذلك الغزو البحرى الجائر عندما تدرك تركيا قوة مصر الناعمة فى توطيد العلاقات الدبلوماسية والاستباقية فى المواقف وحصاد المعلومات الاستخباراتية عن أى خطر يهدد أمن مصر المائى وحدودها .

لن تكتمل تبعات وفوائد مبادرة إحياء الجذور دون مشاركة الشعب بها ويأتى ذلك فى تشجيع شركات السياحة للتبادل السياحى وترتيب الأفواج وانعاش السياحة المصرية القبرصية اليونانية ولن يكون ذلك بمنأى عن أهداف المبادرة على العكس فسيخدمها اكثر من الناحية الثقافية والاقتصادية والاستثمارية محققًا توكيد حقيقى لتركيا عن العلاقات الجيدة التى عادت تربط الثلاث دول بشكل جديد وحقيقى .

ان مناهضة المواقف الباطشة لدول مثل تركيا بقوى ناعمة لا يلزم فقط تحسس مواطئ الأقدام ولا يقتصر على أسبوع واحد فى الاسكندرية سنجنى من تبعاته ردع العدو ضد أى فكرة ظالمة ولكنه يتطلب الانتباه واليقظة الدائمة ضد أى جديد كما يتطلب الاستمرارية والحفاظ على الثمار بشكل دائم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط