الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة ميت أبو الريش


قصص مأساوية سردها ضحايا مستشفي أبو الريش الياباني [عليّ] سواء بإتصالات تليفونية أو تعليقات من خلال الهاشتاج الذي أطلقته علي الفيس{ #أبو الريش الياباني 1} عنوان مقالي السابق ، تحكي فيه أمهات وآباء قصصا حزينة أكثر من أي شيء استحضره ذهنك .

يروون عن التشوه النفسي المحتفظة به ذاكرتهم بعد تعرضهم لغاز الأعصاب المسيل للدموع والأوجاع والآهات التي سربته إدارة المستشفي عبر نظام [تهوية المريض] عدّي علينا بُكرة أو [إهماله] فيعدّي علي المقبرة .

تلقيت إتصالا من أم مكلومة قد ماتت ابنتها في المستشفي ، وبناء علي رغبتها تم تحديد موعد لاستقبالها في مكتبي في لقاء استمر 210 دقيقة،وقد اكتست ملامحها بالوجوم والهم والحزن وكأنها تحمل هموم الدنيا .

سكتت الأم قليلا ثم قالت أشكر لك هذا الشعور النبيل وأنا أشعر بحاجتي إلى شخص لأبُث له همومي ، ثم قالت : تزوجت وبعد عامين أنجبت بنت أسميتها [أمينة] ولكن يبدو أنه ليس لها نصيب من اسمها ، فلم يُؤتمن علي مرضها –ثقب في القلب- أحد في أبو الريش ،وقد كانت أمانة من الله وقد استردها.

قدمت لها كوبا من الليمون لتهدئتها، فقد ذرفت الدموع من عيناها وبدأ الكلام يتحشرج ، وبعد أول "رشفة" ليمون تابعت: دخلت أبو الريش الياباني بعد [وساطات] بلغت حد التوصية من مكتب [رئيس الوزراء] وإتصال مباشر من [وزير] الصحة ، ورغم ذلك [تعرضت] إبنتي لأبشع أنواع [التعذيب] من الإهمال [الطبي]

كما تعرضت [للإبتزاز] من طاقم [التمريض] فكنت أدفع [إتاوات] شبه يومية لهم حتي يمنون بالرد علي عند طلب المساعدة في إعطاء ابنتي حقنة أو قياس درجة حرارتها أو إسعافها عندما تتدهور حالتها .

وعندما اعترضت علي سلوك إحدي الممرضات مع أم غير قادرة علي دفع الرشوة اليومية لهم ، نالت ابنتي قدرا من الإهمال الشديد حتي أرضيتها-أي الممرضة- بشراء شنطة قد طلبتها مني عندما قدُمَتْ دلالة تبيع الشنط والخردوات ، حيث كانت هذه الأم قد شعرت بأن مريضها قد إرتفعت سخونيته بصورة جنونية ويحتاج لقياس درجة الحرارة فردت الممرضة عليها" قيسيها إنتي" قالت الأم "مش بعرف" فتم الرد عليها "إبقي إتعلمي" ولم تتحرك الممرضة إلا بعد أن وضعت في جيبها مبلغا من المال .

تقريبا كنا [نستيقظ] يوميا علي صراخ وعويل وولولة [إغاثة] من أم قد تعرض مريضها لغيبوبة أو فقدان وعي أو تدهور في صحته ، الكل يستيقظ وجناح المرضي والمرافقين يهرولون لمساعدة الحالة إلا [طاقم التمريض] ففي ثبات عميق رغم أنهم أيقاظ " مفنجلين عيونهم " وعند طرق الأبواب علي الدكاترة يخرجون ويصيحون قائلين " إحنا مش هنعرف نرتاح شوية " ثم يصطدم رأسك بالباب فقد "رزعه" في وجهك وذهب لإستكمال أحلامه السعيدة ، ويبقي عنبر المرضي في كابوس ينتهي في أغلب الأحيان [بوفاة المريض]

اعتدلت الأم من جلستها وأطرقت برأسها قليلا وواصلت سرد المأساة،يوما بعد يوم كانت تتدهور ابنتي صحيا وسط عدم معرفة تشخيص الحالة من قبل أطباء المستشفي وبعد أن كان ثقب قلبها بسيطا أصبح بحجم فتحة الأوزون بسبب إهمال الحالة،وأصبحت إبنتي فئران تجارب للأطباء النواب وأصحاب رسائل الماجستير والدكتوراه ، كانت الدموع تنهمر من عيني وأنا أتوسل إليهم –أطباء وتمريض- قائلة أرجوكم أقبل قدميكم إعملوا معي معروفا فابنتي يقترب الموت من جسدها ، لكن لم يتأثر أحد ولم يشعر بالشفقة نحوها طبيب .

وبعد أن فاض بي الكيل من إهمال إبنتي توسطت مرة أخري عند الكثير من المسئولين وبدأت التوصيات تأتي إليهم من كل حدب وصوب ، وبدل من أن تنقذني التوصية ، قاموا بوضعي في "البلاك لست" فقالوا لي: أسكتي بقه مش كل شوية واحد يكلمنا عن حالة بنتك إحنا مورناش غيرها مش ده إللي هيخلينا نهتم بيكي وبحالتك !
بقيت مندهشة حائرة ماذا أفعل وقد فشلت كل محاولاتي في مقابلة مديرة المستشفي ، فقررت أن أترك أبو الريش بلا عودة ، وذهبت بها إلي مستشفي أخر ، لتلقي بارئها بعد أن عجزت المستشفي الجديد عن إسعاف إبنتي فقد تدهورت الحالة إلي ما يصعب إنقاذها، حينها سلم الأطباء مفاتيح علمهم وقالوا لي إن هي إلا أيام معدودات !
لتنادي ميكروفونات المساجد ندهتها الأخيرة علي وجهة الأرض 'توفيت الي رحمة الله تعالي أمينة محمود مطاوع"
مع السلامة يا أمينة وفي أمان الله بالتأكيد انتي في مكان أحسن. 
الامضاء (ماما فاتن)
و نسيب القوس(....) مفتوح لمقال أخر ، فهناك عشرات القصص لم ترو بعد !
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط