قصة غلاف لـ التايم هز عرش ترامب

على مدار الساعات الماضية، لم يكن لوسائل الإعلام الأمريكية حديث سوى الغلاف الذي صممته مجلة "التايم" الأمريكية للرئيس، دونالد ترامب، وهو يقف أمام طفلة لاجئة بطريقة غير شرعية، تجهش بالبكاء بعد عزلها عن أسرتها، وكتبت عليها عنوان "مرحبا بك في أمريكا".

صورة الطفلة الصغيرة التي التقطها المصور الأمريكي، جون مور، أثارت موجة غضب شديدة لدى ملايين الأمريكيين الذين رفضوا دفاع ترامب المستميت عن قانون عزل الأطفال اللاجئين عن أسرهم، والذي انتشرت بعده صور بشعة لمجموعة أطفال لاجئين في معسكرات لللاجئين.

هذه الانتقادات العارمة دفعت الرئيس الأمريكي للتراجع عن موقفه، ليوقع، أمس الأربعاء، مرسومًا يقضي بإلغاء هذا القانون المشين، ومع ذلك، لا يزال هذا الأمر محط جدل واسع بين الأوساط السياسية والإعلامية في الغرب والولايات المتحدة.

شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية نشرت، اليوم الخميس، تقريرًا قالت فيه إن هذا الغلاف كان قويًا للغاية وللدرجة التي فضحت إدارة ترامب التي لا تتوانى عن تنفيذ سياسة عدم التسامح فيما يتعلق بالحدود وملف اللجوء، وهو الأمر الذي أثر على حياة ملايين المكسيكيين الذين وقعوا ضحية الفقر والمعاناة، ويحاولون الفرار إلى الولايات المتحدة، حتى ولو بطرق غير شرعية.

وقالت الشبكة إن أبسط مثال على ازدواج ونفاق إدارة ترامب، هو أن وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية خرجت لتصرح، في مؤتمر علني يوم الاثنين الماضي، بأنها لم تشاهد صور الأطفال في ملاجئ وهو يجلسون من وراء الأقفاص في مشهد أبعد ما يكون عن الإنسانية، بل أنها دافعت باستماتة عن قانون ترامب وأصرت على أن إدارته تحاول فقط تنفيذه وليست هي التي أجازته أو شرعته.

من جانب آخر، كشفت "التايم" أن صورة الطفلة الصغيرة أصبحت في الوقت الراهن رمزًا لاستبداد ونفاق إدارة ترامب، فضلأ عن كونها رمزًا لمعاناة ملايين اللاجئين الذين يهربون للولايات المتحدة.

ونقلت المجلة عن جون مور قوله: "لقد سببت هذه الصورة معاناة شديدة لي، كل ما كنت أتمناه أن اصطحب هذه الفتاة المسكينة، لكني لم استطع".