الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثقافة التعاون والمحبة خطوة لسعادة أكبر


جاءني هذا التعليق من أحد الأصدقاء الأحباء أشارككم فيه أيها القارئ العزيز.

في البلدان العربية يأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال ويقولون للأطفال إنّ الرابح هو مَن يحصل على الكرسي، ومَن يبقى بدون كرسي يكون خارج اللعبة، ثمّ يقلّلون عدد الكراسي كلّ مرّة، فيخرج طفل كلّ مرّة حتى يبقى طفل واحد ويتم إعلانه أنّه الفائز، فيتعلّم الطفل ثقافة "نفسي نفسي، ولكي أنجح علّي أن أزيح غيري"!! وفي الروضة الخاصة بأطفال اليابان يلعبون لعبة الكراسي أيضًا.

ويأتون بتسعة كراسي لعشرة أطفال أيضًا مع فارق بأنّهم يقولون للأطفال إنّ عددكم أكبر من الكراسي، فإذا أحدكم بقي دون كرسي يخسر الجميع، فيحاول جميع الأطفال احتضان بعضهم البعض لكي يستطيع عشرة أطفال الجلوس على تسعة كراسي، ومن ثمّ يقللون عدد الكراسي تباعًا، مع بقاء قاعدة أنّهم يجب أن يتأكدوا أنّ لا يبقى أحدهم دون كرسي وإلا خسروا جميعًا، فيتعلّم الطفل ثقافة "لا نجاح لي دون مساعدة غيري على النجاح"!!

وبالتأكيد ترون نتائج هذه الثقافة في الشوارع وأماكن إنجاز المعاملات المزدحمة وفيما يجب أن يكون طابورًا، كذلك ثقافة الفريق أن الجميع معا يحققون أشياءً ممتازة وكثيرة، نحن في الشرق مازلنا في دائرة ثقافة "الأوحد"، أي الشخص الذي يفكر وحده والجميع يطيعونه، ففي الغالب تقع منه كثير من الأمور.

للأسف نحن لا نعرف كيف نعمل في فريق واحد، ولا نقدر روح العمل الجماعي في بلادنا، بينما تجد البلدان المتقدمة أكثر حرصا منا على العمل الجماعي وأكثر رفضا للعمل الفردي، وتجد الشركات تفضل الموظف الذي يستطيع أن يعمل داخل فريق عن الموظف الذي يفضل العمل الفردي حتى لو كان الأخير صاحب مهارة خاصة! ومع نجاح الشركات العالمية التي تدعم فكرة العمل الجماعي وأثبتت التجارب أن نتائج العمل الجماعي أفضل بكثير من العمل الفردي، أصبح الاتجاه العالمي للأعمال يرجح فكرة فريق العمل، حتى في مجال الرياضة تجد الفريق صاحب الأداء الجماعي في أغلب الأحيان يتفوق على فريق آخر يلعب أفراده بشكل فردي، وإن تفوقا على الفريق الأول من ناحية مهارة اللاعبين.

العمل بروح الفريق يُجسِّد مبدأ التعاون بمفهومه المتجدد؛ حيث صار يُقاس مدى النجاح أو الإخفاق بمقدار التعاوُن القائم بين أفرادها، والعمل بروح الفريق الواحد؛ ولذلك خصصت بعض الدول جائزة تمنح للإدارة أو المؤسَّسة أو القسم الذي يتحلَّى بهذه الروح؛ بحيث تكون تقديرًا جماعيًّا للفريق بأكمله.

هذا العصر هو عصر العمل مع فريق والعمل مع متخصصين يعطون النصيحة السديدة لإتمام العمل، وهذه هي ثقافة التعاون لسعادة أكبر وعمل أدق.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط