الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سارة مجدي تكتب: فير اوف كوميتمنت

صدى البلد

صوت تليفون يرن
رنة التليفون: "أنا بخاف من الكوميتمنت.. أنا بخاف من الكوميتمنت" – لفريق جدل
ألو.. أيوه يا حسن أنا لسه صاحية يا حبيبي.. ها هنعمل إيه النهارده؟ إيه؟ اممم كالعادة! لا براحتك.. أيوه يعني لما تأجل خروجتنا النهارده قولي حتكون يوم إيه بداله.. دي تالت مره يحصل حاجة! أيوه زعلانة.. كنت متفهمة في التلت مرات اللي فاتوا بس كل مرة كده.. باي يا حسن!

تبكي سعاد في سريرها وتسارع بطلب صاحبتها عشان تحكيلها
ااااااااااا ههيييييا هيء هيء، وتجهش في البكاء كالطفلة، يا دينا دي تالت مرة.. ويقعد يقولي حخرجك وهعملك ومش كفاية مبيقولش حاجة ولا بيعمل أي خطوة!
دينا: اتهدي بقي مكنتش خروجة و فكست.. سعاد إنتي أوفر
سعاد: أنا أوفر؟؟ هو طبيعي كل مرة يحصل ظرف؟ وكل مرة أنا اللي افضل متفهمة؟ هو أنا إيه بجم؟ مبحسش! إيه ده! اقفلي اقفلي بيكلمني.. باي
حسن: أيوه يا سعاد.. مش حتبطلي هبل؟ يا حمارة
سعاد: أهو إنت
حسن: متزعليش مني أنا آسف إني اتعصبت وغصب عني جالي شغل، بكره وعد هنخرج تاني
سعاد: أيوة ده اللي هو امتى؟
حسن: معرفش! معرفش ظروووووووفي امتى! يوووووه مفيش فايدة باي!
تقعد سعاد تندب حظها وتعيط وجمبها لوكشة مناديل وتكمل نوم وتصحي تاني على مكالمة من حسن
التليفون بيرن: "أنا بخاف من الكوميتمنت.. أنا بخاف من الكوميتمنت"
سعاد: آلو
حسن: إيه ده.. إنتي كنتي نايمة ولا معيطة؟
سعاد: الاتنين..
حسن: ليه يا حبيبتي كده؟ كل ده عشان خروجة؟ أنا مبحبش الالتزامات وإنتي حاطه في دماغك كلام أمك والعرسان اللي بيجولك
سعاد: أنا مش حاطة في دماغي أي حاجة! أنا كان نفسي اشوفك ونخرج عادي زي أي اتنين بيحبوا بعض.. بيقضوا وقت مع بعض!
حسن: حصلت ظروف! حصلت ظروف! يعني بعد كده حنموووووت؟ لو متنا حيبقى قدر!
سعاد: خلاص يا حسن
حسن: إنتي بقيتي بجد نكدية وأنا مش عايز اتعصب ولا أتكلم في الموضوع ده بجد.. أنا هروح اقعد على القهوة مع صحابي!
سعاد: أهو! ليك وقت مع صحابك وليك وقت مع أهلك وليك وقت لشغلك وليك وقت للجيم، أنا فيييين في أم الجدول ده؟
حسن: تاني يا سعاد؟ بجد أنا مش قادر.. سلام
تيت تيت تيت
سعاد تكلم دينا: آلو اهياهياهيء عااااااااااا
دينا: إيه بس..
سعاد: شفتي اللي حصل!
للولوكلكلك لكلكلكلكلكلكلكلك – بعد ماحكت كل حاجة بالتفصيل الممل الدقيق
سعاد: أنا عايزة أعترفلك بحاجة مش قادرة أقولها لحسن ولا حتى أعترف بيها لنفسي..
دينا: إيه إنتي حامل؟ هههه
سعاد: يا حيوانة بتكلم جد.. أنا مش قادرة انسى اللي حصل مع خطيبي اللي فات.. بقيت بخاف يحصل مع حسن.. فدايما كنوع من الدفاع عن النفس بقفله على كل غلطة.. ولو عديت كذا مرة أخاف.. وبخاف يجرحني زي ما سامح جرحني وأنا مش قد جرح زي ده تاني في حياتي
دينا: ياااااااه سامح من خمس سنين! ليه بتعملي في نفسك كده؟
سعاد: مش عارفة.. بخاف.. هو كمان خايف.. ده مش قادر يلتزم بخروجة! حيلتزم معايا في الجاي إزاي؟ ما أنا بشوف أصحابي بيتخطبوا وبيتجوزوا وكلهم شايفين حياتي واقفة محلك سر معاه.. عشان هو مبيقولش ولا بيعمل خطوة بتنرفز عليه، جوايا خوف وغضب مش هعرف أقوله.. حقول اللي أنا حساه ازاي؟ وهو كمان شكله خايف ياخد خطوة
دينا: اتكلموا مش لازم تتخانقوا
سعاد: كل كلامنا بيقلب عصبية وخناق.. وأنا تعبت.. بس أخيرا قدرت أفهم سبب تعبي الحقيقي.. أنا حاطة سامح في خلفية حسن.. خايفة من غدر وجرح مشفتهمش مع حسن بس تحسبا.. فلما خناقة ممكن تعدي مبعديهاش.. ويمكن عشان هو كمان كان عنده تجربة خطوبة فاشلة فهيفضل خايف ياخد خطوة
دينا: بت! هو انتي لسه حاطه الرنة بتاعة جدل أنا بخاف من الكوميتمنت؟
سعاد: هههه تصدقي إنك تافهه! آه اشمعنى!
دينا: حسبي الله ونعم الوكيل

ده سيناريو افتراضي بس بيحصل كل يوم خوف بيولد خوف، وغضب بيولد بركان وعدم وضوح في العلاقات بيتحط تحت بند "خوف من الكوميتمنت" بس للأسف بيسحب من عمر الواحد وطاقته وبيسرق أحلى لحظات في حياة الطرفين.

لو إنتي أو انت مش مستعد متسحلش الطرف التاني وانت متخلصتش لسه من بقايا علاقة سامة، يعني انت لسه جواك سم هتطرح إيه؟ جيس واط سم قاتل!

للأسف السيناريو اللي فوق ده ممكن يتكرر كل يوم عادي وبيكون جرس إنذار للطرف المنتظر إنه يمشي عشان حيفضل مستني.

تامر حسني غالبا حظه إنه ملهمي في المقالة اللي فاتت والمقالة دي، فيه أغنية اسمها "ورد صناعي" بتتكلم عن الانتظار، انتظار الحبيب.. بتقول إييييه
كنت دائي وبغبائي بتحمل وأعاني
كنت بلغي كبريائي واقول هيتغير عشاني
تحت شعار الحب كنت مش شايف انتي
اتاري ظالم نفسي وكنت بقلل من كرامتي
وبالنسبة لعمري اللي فات تروح في داهية الذكريات
ومش هقول انا ندمت عشان بجد انا اتعلمت
فكرة إنك تستنى الإحساس من أي حد
زي ما تسقي ورد صناعي وتستناه يكبر بجد

أغنية عبقرية، لخصت الانتظار في العلاقات، جرب حتى تجيب وردة حقيقية وتنسى تسقيها يوم، أسبوع واحد حتموت!

إنت وانتي روح العلاقات اللي من نوع ده بتستنزف وقت وعمر وروح.. وحتموتك حي!

تعريف ومعنى استنزاف في معجم المعاني الجامع - معجم عربي
اِستِنزاف:
مصدر اِسْتَنْزَفَ
يَعيشُ حالَةَ اسْتِنْزافٍ: حالَةَ اسْتِنْفادٍ لِقُوَّتِهِ أَو لِطاقاتِهِ

لما تلاقي إن طاقتك خلصت وانت في علاقة اعرف إنك ماشي غلط عشان العلاقات في الأصل اتخلقت عشان تشحنك بطاقة حب وفرحة وبهجة غير مبررة.. فاهمني يا بهججة؟

خلينا نسمي اللي فوق ده "استهلاك المشاعر"؛ فالمشاعر على الرغم من كونها شيئًا معنويًّا؛ فإنها تتمتع بخاصية مادية؛ وهي تأثرها بالإهلاك مع مرور الوقت، لا سيما مع الأشخاص العاطفيين، فمع تعدد الصدمات في حياة الإنسان الناتجة عن علاقاته الشخصية أو الأحداث المحيطة به؛ تصبح مشاعره.

في علم الأحياء؛ يوجد مصطلح اسمه "التكيُّف- Adaptation"؛ وهو تعديل سلوك الكائن الحي بحسب التغيُّر الذي يطرأ على البيئة التي يعيش فيها؛ من غير فذلكة مثال بسيط: "تغيير الإنسان ملابسه مع تغيُّر فصول السنة"؛ فإن الإنسان يستمر بالتكيُّف مع البيئة المحيطة به من الجانب البيولوجي، وكما أن الإنسان يتكيف مع البيئة المحيطة به بيولوجيًّا؛ فإنه أيضًا يتكيف نفسيًّا (سيكولوجيًّا) مع الظروف الجديدة التي تطرأ على حياته؛ فتجده يختار العزلة، أو الانفتاح المطلق، أو الانفتاح المحدود، وهذا التكيُّف النفسي نابع من عدة مبررات:

أولها: محاولة المحافظة على ما تبقى بداخله من مشاعر.
وثانيها: خشية الوصول إلى حد التبلد التام الذي لا يستطيع السير في الحياة بدونه.
وثالثها: خشية تكرار الصدمات النفسية الناتجة عن تجاربه السابقة؛ فيصاب بوعكة صحية لا يفيق منها أبدًا.
ورابعها: إدراك الشخص أن العلاقات الشخصية المثالية أو أهدافه التي يتمناها؛ هي عملات صعبة للغاية؛ فلا داعي للدخول في إحباطات جديدة.

أنا عارفة إن اللي في علاقة بتستنزفه وصلته الرسالة، لأنه شاف شريط حياته بيمر من أول السيناريو المكرر للحالة اللي بيوصل ليها من استنزاف طاقة، نضم على بعضينا ونسمع تمورة ونفتكر، الكلمتين اللي جاييين دول.

"وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى... فرجوعها بعد التنافر يَصْعُبُ
إِنّ القُلوبَ إذا تنافر وُدُّها... مِثْلُ الزُجَاجَةِ كسْرُها لا يُشْعَبُ"