علي جمعة: الزكاة واجبة في كل ما أخرجته الأرض عند الإمام أبو حنيفة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الإمام أبو حنيفة يرى أن الزَّكاة تجبُ في كلِّ ما أخرجته الأرض من الزروع والثمار - العشر أو نصف العشر - ممَّا يُقصَد بزراعته نماء الأرض، واستثنى الحَطَب والحشيش، سواء كان الخارجُ من الأرض قليلًا أو كثيرًا.

وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، أنه لا زكاة على الخضراوات، وكذلك الفواكه ما عدا التمر والعنب كما هو مذهب الإمامين مالك والشافعي، وهو المفتى به.

وأوضح أنه تجب الزكاة في الحبوب والثمار إذا بلغت نصابًا، وهو خمسة أوسق، منوهًا بأن الوسق ستون صاعًا، والصاع أربعة أمداد، والمد حَفْنة بكفي الرجل المعتدل؛ لما رواه مسلم (979) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ فِي حَبٍّ وَلا تَمْرٍ صَدَقَةٌ حَتَّى يَبْلُغَ خَمْسَةَ أَوْسُقٍ».

وأشار إلى أنه يختلف قدر الزكاة الواجب إخراجها من الزروع والثمار باختلاف طريقة السقي، فإن كان يُسقى بلا كلفة ولا مؤونة، كما لو سقي بماء المطر، أو العيون، ففيه العشر.

وتابع: إن كان يسقى بكلفة ومؤونة، كما لو احتاج آلة ترفع المياه ففيه نصف العشر، ودليل ذلك حديث ابن عمر المتقدم: «فِيمَا سَقَتْ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ».