- أهالى عرب بحيرة العليقات بالخانكة:
- تكونت بسبب تحطيم صخور "الثروة المعدنية" وأصبحت مصدرا للتلوث
- محافظة القليوبية يتفقد البحيرة ويأمر بإزالة جميع التعديات والإشغالات
سنوات طويلة عاشها أهالى قرية عرب العيايدة بمركز الخانكة للمطالبة باستغلال البحيرة الموجودة بالمنطقة لخدمة الأهالى والشباب، وتصريحات عديدة من المحافظين والمسئولين بالمحافظة منذ أكثر من 10 سنوات دون أى تحرك رغم إجراء بعض البحوث التى أكدت صلاحية المياه لاستخدامات عديدة، إلا أنها لم يتم الاستفادة منها، حيث أهملها المسئولون وأصبحت بؤرة للتلوث وعرضة للتعديات.
وتعد بحيرة عرب العليقات من أكبر البحيرات بمحافظة القليوبية وتكونت نتيجة تحطم الصخور بعرب العليقات، حيث كانت تستخدمها شركة الثروة المعدنية في أعمالها منذ سنوات طويلة لاستخراج البازلت المستخدم في صناعة الأحجار، حيث كان يتم تكسير الصخور بالديناميت، وتفجرت عيون المياه في تلك المنطقة على عمق أكثر من 30 مترا في الجبل الصخري.
وفي خطوة جديدة للتنمية، قام وزير الزراعة الدكتور عز الدين أبو ستيت بالتنسيق مع اللواء محمود عشماوى، محافظ القليوبية السابق، باستغلال البحيرة، وتم إنشاء مزرعة سمكية بها والاستفادة من إمكانيات البحيرة في السياحة والأعمال الأخرى.
وعن تاريخ البحيرة، قال محمد علام، أحد الأهالى، إن بحيرة عرب العليقات بالخانكة تعد إحدى البحيرات الطبيعية التى تكونت بفعل الطبيعة، وتقع على أطراف الخانكة بالقرب من مدينة شبين القناطر على بعد 24 كيلومترا شرق بنها، وتتميز بقربها من القاهرة، وتوجد العديد من الطرق الرئيسية الموصلة إليها ووجود طريق دائري حول البحيرة، بالإضافة لجو رائع يجذب السياحة من كل أنحاء العالم، فضلا عن المرتفعات المتدرجة.
وأضاف علام أن بحيرة عرب العليقات عانت من إهمال كبير بعد أن تكونت خلال السنوات الماضية عيون المياه التي تفجرت في تلك المنطقة على عمق أكثر من 30 مترا في الجبل الصخري، حتى تكونت البحيرة بعد أن كان يتم تكسير الصخور بالديناميت لدرجة أن الأهالي كانوا يهرعون خارج منازلهم من شدة أصوات الانفجارات.
وأكد أن المياه ارتفعت منسوبها، وقامت شركة مياه الشرب بتصريف المياه عن طريق ماكينات رفع إلى مصرف بلبيس المجاور للبحيرة، وبعد أن انتهت من أعمالها تركت المكان وأخذت بطبيعة الحال المعدات بما فيها ماكينات الرفع، وبالتالي تسببت في عدم تصريف المياه وتكوين البحيرة.
وعن مشكلات البحيرة، طالب الأهالي بنقل المدفن الصحي بالمنطقة، حيث تقوم بعض الشركات بإلقاء مخلفاتها داخل البحيرة والتى باتت تمثل كارثة بيئية على حياة المواطنين القاطنين بقرية عرب العليقات، حيث بدأ منسوب المياه يرتفع وبدأت المياه الجوفية تزيد تحت المنازل.
وكان الدكتور عز الدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، قام بوضع حجر أساس إنشاء مزرعة سمكية ببحيرة عرب العليقات بمدينة الخانكة وزرع الأسماك في البحيرة لزيادة الإنتاج السمكي بها، حيث تم استزراع 8000 إصبعية بلطي للوصول بالإنتاجية إلى 2 طن بإجمالي 80 طنا للدورة الواحدة.
يذكر أن البحيرة شهدت نفوق كميات كبيرة من الأسماك، وقال المحاسب غريب أحمد، رئيس مدينة الخانكة، إنه لا علاقة بين مقلب القمامة والمدفن الصحي بأبوزعبل وواقعة نفوق طن ونصف الطن من الأسماك في بحيرة عرب العليقات، مشيرا إلى أن التحريات الأولية للجهات المختصة التي تتابع التحقيق في الواقعة رجحت بشكل كبير تورط إحدى العائلات من الصيادين في الواقعة بسبب النزاع بينهم على مناطق الصيد والاستزراع الخاص بالأهالي في البحيرة.
ونفى أحمد قيام أي سيارات بإلقاء القمامة قرب البحيرة، موضحا أن المدفن الصحي يبعد 4 أمتار عن البحيرة ويفصل بينهم جسر مسطح لا يوجد به أي قمامة، كما أن المدفن الصحي في هذا الجزء مغلق ولا يتم استخدامه في الدفن الصحي ويتم نقل القمامة إلى اماكن أخرى بعيدة عن البحيرة.
وأكد أن التحاليل الأولية لعينات المياه والأسماك النافقة رجحت وجود سم في المياه تم إلقاؤه لقتل الأسماك، موضحا أن العينات والتقرير النهائي سيتم إعداده بعد إنهاء التحاليل في معامل وزارة الزراعة والثروة السمكية.
وقال إن المزرعة الحكومية خالية تماما من أي مشاكل، وهي تحت الحراسة المشددة لمراقبة أقفاص الاستزراع وتوليها الوحدة المحلية ووزارة الزراعة متابعة جيدة في ظل إنزال كميات كبيرة من الزريعة السمكية بها في أحواض استزراع، مشيرا إلى أن مركز البحوث الزراعية أخذ عينات من مياه بحيرة الاستزراع السمكي.
وأضاف رئيس مدينة الخانكة أن هناك خطة لنقل المدفن الصحي إلى أرض صحراوية خلف مدينة العبور، حيث تم تخصيص 65 فدانا لإقامة مدفن لمحافظة القليوبية.
من جانبه، قام الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق، محافظ القليوبية، اليوم بجولة تفقدية مفاجئة لمركز ومدينة الخانكة للوقوف على جودة الخدمات المقدمة، وتفقد بحيرة عرب العليقات وأمر بإزالة جميع الإشغالات والتعديات وإزالة القمامة الموجودة على شاطئ البحيرة.