الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يفعلها الزعيم الكردي ؟


من وسط الألم يولد الامل، ربما تكون هذه الحكمة معبرة بشكل ما عن طبيعة القضية الكردية ما بعد استفتاء كردستان العراق سبتمبر 2017 ، فرغم الأحداث التي رافقت الاستفتاء والتصعيد من القوي الإقليمية والدولية ومن حكومة بغداد ضد رئاسة الإقليم وحكومته، وما شملته من اجراءات تصعيدية مثل غلق الحدود ومقاطعة الإقليم وفرض الحصار الجوي والبحري وإغلاق المعابر ، وفى ظل هذ الإجراءات التصعيدية وبضغوط إقليمية ودولية أعلن الرئيس برزاني رفضه الترشح مرة أخري لرئاسة الإقليم، وتعليق عمل مؤسسة الرئاسة، ونقل صلاحياتها لرئاسة الوزراء التي يتولي إدارتها السيد نيجرفان برزاني.

كان الأمر أشبه بتحدٍ كبير أمام رئيس الوزراء ذي الصلاحيات الرئاسية خاصة أن موجة العداء الإقليمي للحق الكردي كانت كبيرة، والتحريض لم يكن يتوقف، ومستقبل الإقليم وحاضره كان فى مهب الريح ، بذكاء الزعيم، انحني نيجرفان قليلا أمام العاصفة، نجح فى طمأنة القوي الإقليمية، وذهب فى زيارات لطهران وأنقرة وبغداد لتصحيح الصورة وطي صفحة الماضي، ونجح بالفعل فى رفع العقوبات وفك الحصار وفتح المعابر وإعادة حركة الطيران للإقليم .

تعززت قوة نيجرفان بعد أن قاد مركب الإقليم فى ظل الموجات المتلاطمة حتى استقر بها فى شاطىء الأمان ، ليعود الإقليم أقوي مما كان عليه قبل الإستفتاء.

وعلي الصعيد الداخلي، نجح نيجرفان فى قيادة حزبه لتحقيق المركز الأول على مستوي أحزاب العراق فى الانتخابات الإتحادية، كما تصدر حزبه مقاعد برلمان كردستان.

نجاحات عديدة حققها نيجرفان منذ توليه السلطة، واختبارات عدة استطاع النجاح فيها بشكل منقطع النظير، وأعتقد أن السيد نيجرفان ربما يكون الرئيس الأنسب للإقليم حال إقرار البرلمان الكردستاني إلغاء تجميد مؤسسة الرئاسة، وإعادة تفعيل دورها، لتدخل كردستان معها عهد جديد مع الرئيس الشاب نيجرفان برزاني فى تجربة قد تشبه كثيرا تجربة الرئيس ماكرون بفرنسا.

تحدٍ آخر ربما ينتظر نيجرفان برزاني قد يدفع برئيس وزراء كردستان لكتابة إسمه بحروف من نور فى سجلات التاريخ الكردي.

يتمثل التحدي الجديد فى قدرة نيجرفان على توحيد الصف الكردي بسوريا والعراق وترميم الفجوة بين باشور وروج آفا ، وإزالة الخلاف بين الطرفين.

يستطيع نيجرفان بكاريزمته السياسية أن يلعب دورا يحتاجه الكرد وهو دور الزعيم القادر على احتضان الجميع، ورأب الصدع فى العلاقات بين الكتل والأحزاب الكردية بشمال سوريا عن طرق استغلال علاقته بتيار وجماعة أنكسي لتجلس مع حزب الإتحاد المكون الرئيسي بالإدارة الذاتية بشمال سوريا .

ربما تكون زيارة من نيجرفان برزاني لشمال سوريا كفيلة بإزالة أى خلاف أو سوء فهم بين أكراد سوريا والعراق ، فالرجل الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع كل الأطراف ربما يستطيع أن يلعب دورا استراتيجيا فى تقريب وجهات النظر بين الإدارة الذاتية وأنقرة برعاية أمريكية وهو امر تحتاجه كل الأطراف بسوريا مع اقتراب المشهد النهائي بمسلسل القتل بأرض الشام .

نيجرفان فقط يستطيع أن يحرز هدفا فى مرمي الخلافات الكردية الكردية بشمال سوريا ، نيجرفان وحده القادر على جمع أنقرة وكرد شمال سوريا على منصة تفاوض ، نيجرفان وحده قادر على احياء مفاوضات السلام بين الأتراك وحزب العمال الكردستاني.

كل الظروف تقود نيجرفان برزاني ليكون رجل المرحلة فى التاريخ الكردي وتاريخ الشرق الأوسط بشكل عام، نيجرفان على أبواب التاريخ كل ما عليه أن يطرق الباب ويدخل .. فهل يفعلها الزعيم الكردي ؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط