الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللغة العربية في المواقع الإلكترونية


مع التوسع فى المواقع الإلكترونية، وحقها فى أن تصبح صحفا رقمية، تتعرض اللغة العربية، اللغة الرسمية للدولة، لغة القرآن الكريم، لمشاكل تهدد بنسفها، والقضاء على مصطلحاتها، واستبدالها بلغة دارجة، هى أقرب إلى لغة الشارع، أو اللغة العامية.

لهذا التحول مبرراته، وهو رغبة المواقع الالكترونية، فى جذب أكبر عدد من الزوار والمتابعين، بما يستلزمه ذلك مما يطلق عليه بعض خبراء المواقع "الترند"، ويقصد به الكلمات والعبارات الأكثر شيوعا على مواقع البحث العالمية، وفى المقدمة منها "جوجل"، وذلك حتى تستطيع المواقع أن تحجز لنفسها مكانا على تلك المحركات، ومن ثم تكون مؤهلة لجذب مزيد من الإعلانات، عن طريق بعض الشركات العالمية، مثل"جوجل ادسنس" و"بروبلرآدز"، وغيرهما من الشركات العالمية، التى تمنح المواقع الدولية، التى تحظى بمعدل زيارات عالية، إعلانات، تتوقف حصيلتها على معدل النقر عليها فى الموقع، وتتناسب طرديا مع عدد تلك النقرات.

ونرى أن هذه المبررات، وإن كان هدفها مشروعا، وهو الحصول على جزء من التمويل، إلا أنها غير منطقية، أو غير ذات جدوى حقيقية، ولا يمكن قبولها، حتى حال صحتها، على حساب تدمير اللغة العربية، التى يتطلب معدل الزيارات، وما يسمى "الترند" التخلى عن بعض قواعدها، الأمر الذى يهدد المجتمع بنشر ثقافات ومصطلحات دخيلة، لا علاقة لها باللغة العربية، وهو الأمر الذى دفع لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، وهى لجنة معنية بالأداء المهنى السليم، بما فيه التأكيد على اللغة العربية، للتحذير من مخاطر التوسع فى استخدام اللغة الدارجة على حساب قواعد اللغة، والنطق الصحيح بها، حتى أن اللجنة أطلقت مبادرة للحفاظ على اللغة العربية، واستخدامها فى الصحافة المصرية.

التوسع فى المواقع الإلكترونية، إذن، يجب ألا يكون على حساب اللغة، وثقافة المجتمع، فالصحافة بالأساس، من المفترض فيها، أنها تروج للغة العربية السليمة، بجانب الأفكار والمعلومات التى تؤصل من ثقافة المجتمع، وتحافظ على لغته، خاصة فى ظل محاولات التعريب التى تهدد بتدمير اللغة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط