الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تاريخ عاصمة الثقافة الأوروبية ينهار على يد أصحاب السترات الصفراء.. المصريون بفرنسا يؤكدون تصاعد التوترات ويتوقعون انتقالها لدول أوروبية أخرى

صدى البلد

العبيدي: مظاهرات فرنسا مرشحة للانتقال لدول أوروبية أخرى
جادو: تصاعد حدة التظاهرات قد يؤدي لإحداث انفلات أمني بباريس
الاتحاد العالمي بفرنسا: مظاهر العنف في فرنسا مرشحة للتصعيد

تظاهر الآلاف من أصحاب السترات الصفراء وسط العاصمة باريس، وفي محيط الشانزليزيه اليوم، السبت، ضد سياسة الرئيس الفرنسي "ماكرون" وسط إجراءات أمنية مشددة، وانتشار أكثر من خمس آلاف شرطي في محيط باريس، إلا أن المتظاهرين اشتبكوا مع عناصر الأمن الموجودة، وأدى ذلك إلى التعامل معهم، واعتقال العديد من مثيري الشغب.

وعلق الكاتب المصري المقيم بالنمسا بهجت العبيدي مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج إن انتقال مظاهرات السترات الصفر إلى بلجيكا لا يعد مفاجأة، بل نرى أنه أمر طبيعي.

وأضاف العبيدي أن الأسباب التي تم الإعلان عنها لهذه المظاهرات في فرنسا والتي تمثلت في رفع أسعار الوقود كسبب مباشر، والاعتراض على السياسات الاقتصادية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي أدت إلى إضافة أعباء اقتصادية على المواطن الفرنسي، نتيجة إجراءات حكومية تسببت في تراجع القدرة الشرائية للفرنسيين، تلك الأسباب نفسها يمكن أن نراها في بعض الدول الأوروبية، حيث أن هناك تشابها كبيرا - ربما يصل لحد التطابق - في السياسات الاقتصادية لبعض الدول الأوروبية، وهو ما يجعل امتداد هذه المظاهرات لجماعة السترات الصفر مرشحا ليشمل دولا أوربية أخرى.

وذكر العبيدي أن السنوات الأخيرة في أوروبا شهدت ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار ما ضغط بشكل كبير على الطبقات ذات الدخل المحدود، خاصة وأن تلك الزيادة في الأسعار لم يصاحبها زيادة مناسبة في المرتبات.

وأشار إلى أن الأحداث التي شهدتها المظاهرات في فرنسا عكست شكلا كبيرا من التجاوز من قبل المتظاهرين تمثل في الاعتداء على رجال الشرطة، وتحطيم سياراتهم وبعض سيارات المواطنين، وكذلك حرق بعض المباني.

وأضاف أن الفوضى التي صاحبت المظاهرات في فرنسا تجلت أيضا في تحطيم بعض الآثار التاريخية، وكل تلك الأحداث قريبة الشبه بما كان يحدث في مصر، وإن لم تصل درجة عنف المتظاهرين الفرنسيين إلى تلك التي شهدتها المظاهرات في مصر التي استغلها المخربين والإرهابيين للنيل من مصر الدولة والشعب.

وذكر أن الشرطة الفرنسية تعاملت بقوة كبيرة - بعيدا عن ما يطالب به الغرب دائما من ضبط النفس - مع المتجاوزين من المتظاهرين، كما تم اعتقال مئات منهم وجرح العشرات، وذلك للتمكن من السيطرة على الأوضاع التي كانت مرشحة للتفاقم، ومازالت مرشحة حال عودة المتظاهرين السبت المقبل للشوارع مرة أخرى كما تم الإعلان عن ذلك.

ونوه العبيدي إلى أن وزير الداخلية الفرنسي أعلن أنه لا محرمات لديه لبسط الأمن في الشارع الفرنسي وأنه على استعداد لفرض حالة الطوارئ في مواجهة المتظاهرين، وهو ما يؤكد أنه إذا تعرض أمن أي دولة أوروبية تدعي كامل احترامها لحقوق الإنسان للتهديد فإنها لن تتورع في الضرب بيد من حديد على أيد العابثين وذلك باستخدام كافة الوسائل، ذلك الذي يجب أن يعلمه الجميع والذي أيضا يخرس ألسنة الطابور الخامس في مصر المتشدقة بالنموذج الغربي وفي القلب منه النموذج الفرنسي وإنزال صورته على الحالة المصرية متجاوزين كل الفروق بين الحالتين.

وقالت جيهان جادو، عضو مجلس الحي عن محافظة فرساي بفرنسا، ورئيس الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي، بأن الوضع فعلًا أصبح خطيرًا بعد تفاقم الوضع، وتحولت شوارع باريس إلى منطقة خطرة مما يستدعي الأمر معه إلى أخذ خطوات جادة من قبل الحكومة و"ماكرون" لتهدئة الوضع.

ولفتت إلى أن مجموعة من المتظاهرين حاولوا التسلل لقصر فرساي ومنع دخول السائحين للقصر؛ الأمر الذي أدى إلى تعامل الشرطة معهم وتفريقهم والسماح للأجانب بدخول وزيارة القصر.

فيما قال عبد الحميد نقريش عضو المجلس الرئاسي للاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج ممثل الاتحاد في فرنسا، إن مظاهرات السترات الصفراء اليوم كانت حاشدة، كما انتابها الكثير من أعمال العنف، التي طالت المواطنين ورجال الشرطة، كما طالت المباني والسيارات.

وأضاف نقريش أن مظاهر العنف مرشحة للتصعيد، لأن المتظاهرين بدأوا رفع سقف مطالبهم، مطالبين باستقالة الرئيس الفرنسي ماكرون وهو ما لم يتم الاستجابة له بسهولة، مؤكدا أن فرنسا دولة مؤسسات وأن استقالة الرئيس ليست بتلك السهولة التي يتصورها البعض.

وأشار نقريش إلى أن الكلمة التي ألقاها الرئيس الفرنسي ماكرون من العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، كانت واضحة بخصوص محاكمة المخربين، وتعكس مضي الرئيس في الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها وكانت سببا مباشرا لخروج المتظاهرين، مؤكدا أن المظاهرات ستشتد أكثر في المرات القادمة، حيث أعلن المتظاهرون عن عودتهم للتظاهر السبت المقبل حتى تحقيق مطالبهم.