الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دنيا طارق تكتب: ماما نويل

صدى البلد

في طفولتي كانت أمي هي الأم والأب معًا، تمكنت في أوقات كثيرة أن تؤدي الدورين، ولم أكن أشعر أن هناك ماينقصني لكني فقط كنت أتساءل لماذا تقوم هي بكل هذا!.
لم أكن تجاوزت الثامنة، كنت اعتدت أن في يوم رأس السنة الشوارع تمتليء بدُمى بابا نويل والأشجار المزينة، أغلب الناس ترتدي اللون الأحمر والأخضر والأجراس والاحتفالات في كل مكان.

ظننت كأي طفلة في عمري أن بابا نويل يتحرك بعربته في رأس السنة ومعه حقيبته التي تحمل كل الدُمى التي تمنيناها، وأخبرتني أمي أنه سيترك هديتي بجواري في تمام الثانية عشرة لكن يجب أن أكون نائمة، وكنت ألبي ذلك في كل عام وحين استيقظ أجد دميتي الجديدة بجواري.

حتى أتى اليوم الذي اصطنعت فيه النوم نظرًا لفضولي لأراه وتنازلت عن هدية هذا العام مقابل رؤيته بعد أن أخبرني أصدقائي أن بابا نويل ليس حقيقيًا، فأتت أمي بجواري لتتأكد من أنني غارقة في أحلامي ونجحت في اقناعها بهذا، وحين تحركت وخرجت فتحت نصف عيني ورأيتها وهي تأتي من الخارج حاملة هديتي بين يديها ووضعتها بجوار فراشي وقبلت رأسي وخرجت، وعرفت حينها أن كل تلك الهدايا كانت منها هي.
لم أكن أعلم إذا كان علي أن أغضب منها أم أفرح لمحاولاتها لإسعادي، لكن ما تأكدت منه حينها أن بابا نويل ليس موجودًا حقًا، وأنه ليس الأب الوحيد الغير موجود.