الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية أول راقص باليه رجال في مصر.. ماجدة صالح: تحدوا المجتمع من أجل الفن

من عرض نافورة  بختشيسراي
من عرض نافورة بختشيسراي

كان للعرض الأول للباليه الذي يقدمه مصريين تأثيرا كبيرا على الجمهور المصري، والمشرفين وراقصي وراقصات الباليه، حتى أن بعض راقصي الباليه الشباب قدموا تضحيات كبيرة، ففي الوقت الذي كانت «المعاكسة» سواء لفظية أو جسدية تصرف غير مقبول، وافق هؤلاء الشباب على معاملة المجتمع لهم كمتحرشين في سبيل نجاح عروض "الباليه".


قدم أوائل راقصي الباليه الرجال في مصر تضحية كبيرة لاتباع شغفهم بهذا الفن، فالرجال الأربعة كانوا ضمن فرقة باليه القاهرة وخلال تقديمهم لأول عرض باليه "نافورة بختشيسراي" كانوا يجسدون شخصية التتار، وتطلب هذا الدور منهم الظهور بصلع، فجربوا ارتداء باروكة صلعاء، ولكن لم تنل إعجاب الخبير الروسي الذي كان يدقق في أبسط التفاصيل، "الغرا مع العرق منفعش والباروكة كانت بتتفك والخبير كان مستاء جدا والمنظر وحش" كما قالت ماجدة صالح أول باليرينا مصرية والمشاركة في هذا العرض.



الشباب الأربعة المؤدين للأدوار الرئيسية هم، رضا فريد ويحيى عبدالتواب جسدوا دور "الخان جيراي"، ووجيه يوسف ومنصور الجنادي جسدوا دور "قائد التتار نور علي"، اتفقوا على حلق شعرهم بالكامل.

اتفق الشباب الأربعة على هذه الخطوة اتباعا لشغفهم رغم أن محافظ القاهرة حينها في عام 1966 قد أمر بحلق شعر أي شاب «يعاكس» فتاة او يتطاول عليها، فقرروا اتخاذ هذه الخطوة من أجل نجاح العرض خاصة وأن شكلهم الجديد كان مهيبًا وملائم لطبيعة الشخصية التي يجسدونها في ساحة المعركة.

ظل الشباب صُلع طوال مدة عرض «نافورة بختشيسراي» التي تخطت عشرة أعوام، وتقول أول باليرينا مصرية عن هذا الموقف: "من حبهم لفنهم ورغبتهم لتقمص الدور لأقصى درجة قرروا يواجهوا استياء الناس والجماهير في الشارع ودي تضحية كبيرة منهم وقد إيه هما كانوا عاوزين يكون في أفضل شكل، وحلقوا شعرهم".

موافقة هؤلاء الشباب الأربعة على وصف المجتمع لهم بالمتحرشين في ستينيات القرن الماضي في سبيل الفن، تنعكس عن الواقع الحالي بازدياد حالات التحرش، وتقول ماجدة "التحرش شئ مؤسف وظاهرة سلبية لأن كنا في مجتمع، احترام المرأة واجب والأديان بتعظم المرأة ..ومكانش حد يجرؤ يتعدى على سيدة أو فتاة".