الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية زيارة محمد علي كلاي لمصر.. طلب مقابلة عبد الناصر ورفض مرافقة الحراس له

صدى البلد

وصف بالقبضة الحديدية، ضربته لم تخطئ هدفها، حركاته في حلبة الملاكمة أشبه بالحركات الميكانيكية المدروسة، يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة، ليحلق محمد علي كلاي، في مباراته إلى عالم من المتعة جعلته صاحب أسرع وأقوى لكمة في العالم.



الشاب الأمريكي الأسمر استطاع بقبضته وخفة ضربته أن يسطع في عالم الملاكمة، وحتى بعد اعتناقه الإسلام، لم تتأثر شعبيته بل زادت أضعافا، ليتجه إليه الأنظار لاكتشاف أسطورة الملاكمة، وبعد مسيرة حافلة تضمنت 56 فوزا منها 37 بالضربة القاضية وخمس هزائم، وتوج باللقب العالمي ثلاث مرات مختلفة، قرر كلاي الاعتزال، ليحرم جماهيره من مبارياته التي أدمنوا حبها وعشقوه فيها.



لم تكن مهارته في الملاكمة فقط سر تألقه، بل كان لشخصيته دور أساسي في شعبيته، محبة الناس له لم تكن عبثا بل ازدادت يوما بعد يوم، تعددت رحلاته وزياراته، لتهبط رحلته أخيرا على أرض المحروسة عام 1964، في استجابة له لاتحاد الملاكمة العربي الذي كان يقبع في مصر آنذاك، زيارة تاريخية للملاكم العالمي إلى مصر، احتفى به الشعب المصري ووسائل الإعلام، حتى أن الكاميرات لم تتركه لحظة دون مرافقته، في زيارة استغرقت 15 يوم.

مرتديا "جلابية بيضاء" وعمامة، معتليا حمار في صحراء الأهرامات، وفي زي الفلاح المصري تجول الملاكم العالمي بين الآثار المصرية، بساطته كانت سر حب الناس له، يحاوطه محبيه من الشعب المصري من كل جانب، يمنعهم الأمن من الاقتراب إليه، إلا أنه رفض مرافقتهم له، معتبرا أنه وسط "أهله وناسه" غير مكترث بأي إجراءات تأمينية، مرحبا بالجمهور الذين رغبوا في التقاط الصور معه.



وخلال زيارته لمصر، زار معظم معالمها السياحية، لم تمنعه درجة الحرارة من السفر إلى الأقصر في جولة بين معالمها والتاريخ الفرعوني، وفي أسوان كانت درجة الحرارة غير محتملة، ولكن الملاكم الأمريكي اعتاد على مواجهة الأصعب من ذلك، فقام يركض أمام السد العالي ،متجولا بين آلات البناء، يشاهد العمال أثناء عملهم، وقف أمام السد العالي وعلا صوته قائلا:" الان رأيت السد العالي، الآن أستطيع أن أقر أن هذا العمل ليس سهلا"، مؤكدا أن السد يمثل عظمة الرئيس عبد الناصر.



زار معظم المعالم السياحية في مصر، إلا أنه لم يغفل أهم معلم لمصر وقت زيارته، الرئيس جمال عبد الناصر، وفي طلب غير مسبوق، رفع الملاكم الأمريكي نداءه للجهات المختصة طالبا مقابلة الرئيس، معربا عن إعجابه الشديد لتلك الشخصية المصرية التي رفعت اسم مصر عاليا، فإذا به الزعيم عبد الناصر يوافق على مقابلته، وبمجرد دخول كلاي للمكان، وجد تمثال لعبد الناصر، فأسرع وقبله بحب.

لم تترك وسائل الإعلام في مصر زيارة محمد علي كلاي بدون لقاء معه، ليظهر في حلقة ببرنامج " نجمك المفضل"، مع الاعلامية ليلى رستم، في حوار مفتوح مع الجمهور، يجيب على اسئلتهم باستفاضة دون حرج، حتى أن رستم رفضت إحدى اسئلة الجمهور التي كانت تنم عن ديانته الإسلامية وما قبل ذلك.