الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حاولت إسرائيل تجنيده فكشف ألاعيبهم.. قصة سمير الإسكندراني من الغورية لـ حواري إيطاليا

صدى البلد

في مثل هذا اليوم 8 فبراير من عام 1938 كان ميلاد الفنان سمير الإسكندراني الذي حاولت إسرائيل تجنيده لصالحها إلا أنه خدعهم وعمل كعميل مزدوج لصالح المخابرات المصرية ضمن سلسلة كبيرة من تفوق المخابرات المصرية على المخابرات الصهيونية.


ولد الإسكندراني في حي الغورية وسط القاهرة عاش مع والده الحاج فؤاد سهرات حيث عاصر أمسيات الأدب والفن والغناء، فوق سطح منزله هناك،وامتزج نموه بأشعار بيرم التونسي وألحان الشيخ زكريا احمد، وغناء والده بصوته العذب وأحاديث السياسة والحرب والاقتصاد.


وشكل انتقال أسرته من الغورية إلي شارع عبد العزيز نقله في حياته وذلك بسبب أن تلك المنطقة فى ذلك الوقت كانت مليئه بالأجانب والذى تعلم منهم ما أفاده مستقبلاً من تقاليد وأسرار فى الحياة كما قابل الفاتنة يولندا التى أحبها كثيراً ما ساعده على الحصول علي منحة دراسية في مدينة بيروجيا الإيطالية.


بداية استقطابه للجاسوسية

بدأت قصة محاولة الموساد الإسرائيلي تجنيده عندما ذهب في منحة دراسية الي إيطاليا وتحديدا في مدينة بيروجيريا عام 1958 وكان وقتها في العشرين ولكنه كان مختلفاً بعض الشيء عن الشباب المصريين فقد كان يتحدث خمس لغات وكان يبدو عليه التحرر والحماس والانطلاق كان يجيد الرقص والغناء ويرسم بورتريهات في الشارع، ما خدع الموساد وشجعهم لتجنيده في شبكاتهم الجاسوسية، وكان ممن وقع عليهم اختيارهم حيث تصوروا أن سلوكه المتحرر لا ينتمي للنموذج المصري المتحفظ الذي اعتادوه في الشباب المصريين.




وفي أحد الأيام التقى سمير بشاب يدعى سليم فى الجامعه الذى كان بهر الجميع بذكائه وباتقانه لعده لغات بطلاقه منها العربية وعلي الرغم من انبهار سمير بهذا الشاب في البداية إلا أن شيئا ما بعث الكثير من الحذر في أعماقه خاصة بعد تحركاته المريبه ومعرفة سمير بموضوع جواز سفره الأمريكى عكس ادعائه بانه عربى فى هذه اللحظه استفاد سمير بما تعلمه من قبل عن طبائع المجتمع الأوريى واليهودى من سابق معاشرته لهم بالقاهره.


خداعه لإسرائيل

واستطاع ان يخدع سليم ليعرف نواياه ليدعي أن جده الأكبر كان يهودياً، وأسلم وليتزوج جدته، ولكن أحداً لم ينس أصله اليهودي، مما دفع والده إلي الهجرة للقاهرة ، حيث عرف أمه، ذات الطابع اليوناني، وتزوجها، وأنه أكثر ميلا لجذوره اليهودية.


سقط سليم في الفخ الذي أوقعه فيه سمير وأندفع يقول له في حماس حسب شهادة سمير فيما بعد: كنت أتوقع هذا أنا أيضا لست مصريا يا سمير أنا يهودى، وبعدها قدمه سليم إلى جوناثان شميت ، الذي لم يكن سوى أحد ضباط الموساد الإسرائيلي وهنا أيضاً قام سمير بخداعه مجدداً وأوهمه بكراهيته للنظام فى مصر وسخطه منه بحكم نشأته وكذلك بحبه الشديد للمال.


وعاد سمير إلي مصر بمجرد أن وصلت الباخرة إلي الاسكندرية أخذ سيارة أجرة إلي القاهرة وذهب على الفور إلي منزله وبمجرد أن رأه والده اندهش جداً، فحكى له كل ما حدث في إيطاليا فساعدني عن طريق صديق له سبق أن اشتري منه موبيليا وكان هذا الرجل وكيل المخابرات العامة.



فاتصلوا به وحكوا له ما مررت به ولكنه تحدث معه بعدم اكتراث وطلب منه أن أمر عليه وهو يضحك فقال له سمير انه لن يمر عليه ولكنه اذا أراد أن يعرف الحقيقة فعليه أن يقابله في جروبي وتكون معه سيدة تبدو كأنها زوجته، هنا تغيرت لهجة الرجل وبدا أكثر حزما لأنه أدرك أن سمير مدرب فعلاً والأمر خطير وبعد ساعة تقريبا تقابلوا في جروبي وكأنها صدفة.


ويحكي سمير الإسكندراني: سألني أنت فين ووصلت مصر امتي واخذني معه في سيارته ووجدت نفسي في مبني أنيق بمصر الجديدة ودخلنا مكتب قابلت فيه ضابطا قدم نفسه لي باسم جعفر وعندما طلب مني أن يعرف حقيقة الأمر قلت له أنا لا أعرف حضرتك ولا أعرف الباشا وكلامي معناه حياتي ورقبتي لذلك أنا لن اتحدث إلا مع الشخض الذي اعرفه وعندما سألوني من الذي تعرفه؟ قلت لهم الرئيس جمال عبدالناصر.


محاولة اغتيال عبد الحكيم عامر

ويتابع: حاول الرجلان أن يقنعاني بالحديث ولكنني رفضت تماما فقالا لي لو غيرت رأيك اتصل بنا وغادرت المخابرات وبعد شهرين اتصلت بي المخابرات المصرية وطلبوا مني الذهاب إليهم في موعد ومكان محددين فذهبت وأخذوني معهم إلى فيلا بمصر الجديدة دخل علينا الرئيس جمال عبد الناصر فهجمت عليه وقبلته فقلت له انا محتاجلك انا في مشكلة كبيرة وحكيت للرئيس كل ما تعرضت له في ايطاليا فأعطي اشارة البدء لصلاح نصر للتعامل معي وكانت الوسيلة التي استقرت عليها المخابرات هي ان استمر في العمل مع المخابرات الإسرائيلية.


وأكمل سمير اطلعت الرئيس على كل ما لدى وعلى تخطيطهم المتمثل فى اغتيال المشير عبد الحكيم عامر بعد أن فشلت محاولاتهم لنسف طائرة "اليوشن 14" عام 1956 في الجو والتي كانو معتقدين انه بداخلها وكانوا يجندون لتلك العملية جاسوسا مصريا اسمه ابراهيم رشيد أما الأخطر فهو اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر عن طريق وضع سم طويل المدي في طعامه خاصة انه كان يمثل الخطر الرئيسي علي اسرائيل علي حسب قول اسحاق رابين رئيس وزراء اسرائيل وقتها.