الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ساعته وتاريخه


إن موقف القيادة السياسية المصرية من مواجهة الإرهاب كان موقفًا واضحًا وحازمًا من البداية بلا تردد أو تلكؤ أو تراخي، فالتباطؤ في مواجهة خطرًا مثل خطر الإرهاب يحصد حيوات الأوطان جريمة ضمنية، كمثل الطبيب الذي يتوانى في علاج مريض نازف ليتركه مواجهًا مصيره.

وفى حين تذبذب موقف كثير من الكيانات والدول والحكومات لمحاربة ذلك الخطر الذي يهدد البشرية، أعلنت مصر خارطة طريق – كمثل عادتها – في مواجهة أي خطر أو موقف غير عادٍ وحزمة من الآليات لوأده، ليست فقط العسكرية ولكن كل القوى الناعمة وكل الدروع الاجتماعية.

فاستطاعت أن تصل بالشعب المصري لبر الأمان، لنصل إلى المرحلة الأخيرة وهى الأخطر، فالمرحلة الأخيرة من العلاج وفترة النقاهة هي التي تستطيع أن تضمن استدامة النجاح الذي حققناه.

فذلك النوع من الإرهاب الأسود لا يقف عند مرحلة الترويع فحسب ولكنه يطمح أن يهدد مصير الدولة بأكملها حتى وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة، فيريد أن يكبد الوطن أي خسائر، فنرى هؤلاء الارهابين القتلة الذين حُكم عليهم بالإعدام بعد اغتيال النائب العام على سبيل المثال، وهم يحاولون شحن الرأي العام داخليًا وإعطاء المنظمات الحقوقية الدولية الغير منصفة خارجًا المادة الخام التي يستطيعون من خلالها التدخل في شؤون مصر.

فعلى الصعيد الداخلي يحاول تشكيك الرأي العام والشعب في نزاهة المؤسسات الأمنية والادعاءات كذبًا بالتعذيب وأن اعترافاتهم ماهى إلا اعترافات تحت التهديد وذلك مجرد محاولة حمقاء للتشكيك في نزاهة المؤسسات الوطنية أو حتى استجداء لأي تعاطف معهم.

وعلى الصعيد الخارجي، وهم يعلمون جيدًا أن تلك الادعاءات ستُسجل وستصل للمنظمات الحقوقية الدولية والتي تعرف جيدًا أنها ادعاءات كاذبة ولكن من خلالها تستطيع أن تصنع دوي زائف عن الحريات في مصر وانتهاك حقوق الإنسان وما إلى ذلك من كلمات؛ مجرد كلمات !

فهذا هو الفكر الانتحاري والتكفيري، فمن منّا يستطيع أن يصدق أن إنسان على مقربة من الموت المحقق ولازال يكذب ! يكذب لأنه يؤمن أن ما يفعله اليوم حتى وان مات فهو يخدم أهداف الجماعة الأم، لذا فلما لا يكبد الدولة بعض من المشاق حتى وان كانت في لحظاته الأخيرة من الحياة؟

وعلى غرار ذلك، وعلى مرأى من الجميع، عندما أيقن ارهابى الدرب الأحمر أنه سقط في قبضة الشرطة المصرية، كان لعقيدته الرثة أن تٌملى عليه أن ينتحر متخذا من ذاته وقودًا لإشعال النيران في كل من حوله بغض النظر عن هٌوياتهم، فإلحاق الأذي برجال الشرطة والمارة والانتحار بلا تردد كان أفضل له من الوقوع تحت طائلة القانون المصري .

وتحليلا لكل المواقف البشرية قبل السياسية التي ينتهجها هؤلاء المٌسممين فكريًا، ولكي نجتاز تلك الظاهرة، لكي نسطر في كتب التاريخ ونؤرخ أن في ساعته وتاريخه استطاعت مصر اقتلاع كل جذور الإرهاب، دعونا نعلم أولادنا معانِ تستطيع حمايتهم من الاحتلال الفكري المسمم، الإنسانية، الوطنية، الشرف، الكرامة، الفضيلة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط