الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب: ليلةٌ ممطرةٌ الجزء السادس

صدى البلد



سامح : يا باشا أنا جاي النهارده عشان عندي الدليل على صحة كلامي!
الضابط : أيوه كده هو ده الكلام قول دليل إيه اتكلم ، أنا سامعك.
لكن سامح ينظر حوله في خوف يلتفت يمينًا ويسارًا، دقات قلبه المتسارعة نكاد نسمعها كرعد
وسط أمطار دافئة تتصبب من جبينه، صدره يعلو وينخفض في سرعة وكأنه يحاول التقاط أنفاسه.
فيبادر الضابط بالتقاط منديل ورقي من أعلى مكتبه ثم يعطيه لسامح مطالبًا إياه بتجفيف عرقه والهدوء قبل أن يدق الضابط الجرس فيدخل حارس المكتب قائلًا : تمام يا افندم
الضابط: هات ليمون هنا يا ابني بسرعة. ثم ينظر لسامح مخاطبًا إياه بصوت هادئ :
مالك يا سامح خايف من إيه؟ دلوقتي تشرب الليمون وتهدأ كده وتقول لي كل اللي تعرفه.
سامح : مدام إلهام الله يرحمها كانت مش لوحدها لما وصلت عشان تاخد الأوردر ،
كان في حد منتظرها في العربية وهي أخدت الأوردر وركبت معاه.
الضابط : أيوه كده يا عم سامح هو ده الكلام ، اشرب الليمون بتاعك واحكيلي
انت طبعًا شفت الشخص اللي كان معاها، صح؟
سامح : لا يا باشا مشوفتش حد لأن الجو كان برد جدًا والنور كان ضعيف وشباك العربية كان مقفول ومش باين منه حاجة لأنه أسمر.
الضابط: أنت بتقول الشباك كان مقفول ، طيب عرفت ازاي إن معاها حد؟
سامح: لأنها لما نزلت من العربية كانت بتنزل من الباب اللي خلف السواق.
الضابط: ملاحظتش أي حاجة مميزة في العربية مثلًا؟
سامح: أنا فاكر نمرة العربية كويس لما وقفت قدام المطعم لأن النمرة كانت مميزة وتتحفظ بسهولة.
الضابط: ومستني إيه قول النمرة بسرعة!
بس قولي الأول: لما انت عندك معلومات زي دي كنت ساكت ليه؟
سامح: بصراحة كنت خايف أتكلم لأن واضح إن العربية دي صاحبها واحد من الكبار في البلد.
الضابط: وعرفت إزاي إن صاحب العربية واحد من الكبار؟!!
سامح: عرفت من العربية اللي شكلها غالية أوي كمان عربية الحراسة اللي كانت معاهم.
الضابط: طيب يا سامح انت هتروح دلوقتي ومش عايزك تخاف من حاجة بس لازم تمضي الأول
على الكلام ده في محضر رسمي وسيب الباقي علينا.
الضابط يتمسك بهذا الخيط الجديد مما جعله يبدأ التحريات عن صاحب السيارة في الحال.
أعطى الضابط رقم السيارة لأحد معاونيه وكلفه بالتحري عنها بسرعة.
لكنه برغم دقة المعلومات الجديدة التي قدمها سامح لم يغفل كلام وليد عن العقد المفقود
فأعطى مواصفات العقد الذي أبلغ وليد عن اختفائه لمعاون أخر للتحري عنه في محلات المجوهرات
ربما باعه القاتل إذا ما افترضنا أن الجريمة كانت بدافع السرقة.
يبدو للضابط أن القضية بدأت تتشعب كثيرًا ودائرة الشكوك تزداد ساعة بعد الأخرى
( الزوج السابق ‘ وليد ‘ عمال المطعم ‘ صاحب السيارة ‘ ) كل هؤلاء داخل دائرة الشك
بينما ينضم إليهم مؤخرًا المسجلون خطر سرقات بعد إبلاغ وليد عن اختفاء العقد.
بينما يمر الوقت والأحداث تتسارع يعمل فريق البحث بكل جدية على المعلومات التي لديه
كما أنه لا يستبعد أي شيء فكل الاحتمالات مطروحة وجميع من سبق ذكرهم محل شك
ولذلك فإن إدارة البحث الجنائي تكثف العمل من أجل العثور على العقد في محلات الصاغة
أو الوصول إلى معلومات قد تساعد في القبض على الجاني.
في نفس الوقت تقوم مجموعات أخرى بالقبض على المسجلين خطر سرقات والتحقيق معهم بشكل مستمر
حيث يواصل فريق البحث التحقيقات وجمع المعلومات، ولا سيَّما ممارسة كل أنواع الضغوط النفسية والجسدية على المشتبه بهم إلا أن النتائج لم تثمر عن شيء حيث ينكر الجميع أن تكون له علاقة بالقضية.
وما زاد الأمور تعقيدًا دخول أحد المعاونين للضابط ليخبره بأنهم لم يعثروا على العقد في محلات المجوهرات ولم يتمكنوا من الوصول لأي معلومة بخصوص هذا العقد حتى الأن!
الضابط: أنا مش عايز اسمع الكلام ده تاني يا سيف، حاول تاني. دور في كل مكان
لازم نوصل للعقد بأي طريقة لحد منشوف قصة العربية اللي كانت ركباها المجني عليها يوم الحادثة. القضية بدأت تتفتح قدامنا ويبان فيها خيوط جديدة.
يلا يا سيف شوف شغلك بلاش كسل، اسمع يا سيف: أنا عايز معلومات جديدة.
وقبل أن ينتهي الضابط من حديثه يدق الهاتف فيجيب الضابط متعجبًا! أنت متأكد من الكلام ده!
طيب خلاص... لا لا متعملش أي حاجة دلوقتي غير لما أقولك ، مع السلامة أنت دلوقتي.
سيف : في إيه يا افندم ؟ حصل إيه؟
الضابط : شكلها كده قضية معقربة يا سيف ، قوم معايا بسرعة!
سيف : يا افندم أنا مش فاهم حاجة!
الضابط : هفهمك كل حاجة في الطريق.
ثم يبدأ الضابط كلامه مع سيف قائلًا : العربية اللي ركبتها القتيلة يوم الحادثة
صاحبها من أكبر رجال الأعمال في البـلد.
سيف : يعني ممكن يكون هو اللي قتلها !
الضابط : مش عارف يا سيف ، بس أنا مش هسكت لازم أعرف كل حاجة وبسرعة
سيف : بس الحكاية دي مش سهلة .
الضابط : هي فعلًا مش سهلة عشان كده لازم أعرف إيه علاقته بالقتيلة
أنا عايزك دلوقتي تروح تجيب وليد أخوها وتنتظرني في مكتبي
وأنا هطلع دلوقتي على الأستاذ محمود يمكن أعرف منه أي حاجة.
سيف : الأستاذ محمود مين ؟
الضابط : جار القتيلة يا سيف مالك ! صحصح معايا والنبي يا سيف مفيش وقت!
يلا يا سيف اتحرك مستني إيه ... أنا عايز لما أرجع ألاقي وليد في مكتبي..