الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيكابالا.. مِلْح الكرة ومصنع السعادة الزملكاوية (بروفايل)

شيكابالا
شيكابالا

في 5 مارس 1986، كانت كرة القدم على موعد مع السعادة، حين استقبلت مدينة أسوان في أقصى جنوب مصر، ساحر الزمالك ومعشوق الجماهير البيضاء محمود عبد الرازق شيكابالا، أفيون السعادة الزملكاوية، وإكسير المتعة البيضاء التي تجلت في أبهى حلاتها من الأبيض منذ أن بدأ الأباتشي مسيرته الكروية ناشئًا في الزمالك عام 2002 وحتى 2005، أفضل فترات الزمالك الذهبية، ويعود بعد رحلة احتراف قصيرة إلى الزمالك في عام 2007، ليحارب وحده ويدافع عن ألوان القلعة البيضاء، ويتقمص دور المنقذ في فترة من أصعب الفترات التي مرت على جماهير الزمالك.

في هذه السطور، يستعرض صدى البلد مشاهد من مسيرة الأباتشي الدرامية مع الزمالك، مسيرة جعلت منه واحدًا من أكثر اللاعبين شعبية وعشقًا من جماهير الزمالك.

مشهد (1)

ينطلق شيكابالا كالفهد بين ضحاياه من صفوف لاعبي فريق غزل المحلة، يتوغل داخل غابة من سيقان الفريق السماوي، يباغت حارس المرمى المتقدم، بكرة ساقطة في حلق المرمى، ليسجل أول أهداف الزمالك في مباراة كأس مصر موسم 2002 - 2003، يعلن عن نفسه كأفضل ناشئ مصري في هذا الموسم، ويقود فريقه إلى الصعود.

(مشهد 2)

كانت عقارب الساعة تشير إلى الدقيقة 94 من عمر مباراة كرة القدم بين سموحة والزمالك على استاد الاسكندرية بالدوري المصري، الحكم يحتسب ركلة ثابتة على قوس منطقة الجزاء، فيما تقترب المباراة من نهايتها بالتعادل السلبي بين الزمالك وسموحة، نتيجة لا ترضي طموحات الجماهير البيضاء، يبتعد الجميع، بينما يمسك شيكابالا بالكرة، يضعها، يرنو بعينه ناحية مرمى الخصم، الكل في ترقب، ينطلق شيكابالا كالسهم، ليلقي بالكرة في شباك سموحة، ليكتب النصر لفريقه، وينتزع صيحات جماهير الزمالك.

يعرف الفهد الأسمر، جيدًا اللعب على وتر الجماهير، انتزاع آهاتهم، صيحاتهم المكبوتة خلف جدران الترقب والخوف، هو ملح الكرة التي يعشقه الجمهور، ويتذوق بها متعة كرة القدم، لا يتردد ولا يخاف، فقط يرفع شعار " لا تراجع ولا استسلام".

(مشهد 3)

في السنوات العشر العجاف التي عاشتها القلعة البيضاء، بدءًا من موسم 2005 حيث التخبط الإداري، وعزوف الجماهير عن الحضور، كان شيكابالا هو منقذ نادي الزمالك من الهاوية، التفت الجماهير حول هذه الجوهرة المتلألئة وسط نفق أسود عاشه الزمالك، حمل شيكابالا النادي على عاتقه، لم تسعفه إمكانات الفريق، لكنه ظل حاضرًا، يراقص ضحاياه، ويباغت خصومه، في فترة تقمص فيها شيكابالا دور المنقذ، ويخرج بنادي الزمالك من هذه الفترة الكالحة إلى بر الأمان.

(مشهد 4)

رحلة احتراف قصيرة خاضها شيكابالا في دوريات عربية، عاد بعدها إلى الفريق الأبيض مطلع عام 2016، كان الفريق في تحسن، وساعدته النتائج إلى الوصول إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا 2016، كانت لحظة يترقبها جمهور الزمالك، بعد فترة غياب عن البطولات، خاصة البطولة الإفريقية المحببة والمفضلة لجماهير الزمالك، عاد شيكابالا إلى الفريق، في فترة حاسمة، الجماهير تتضع عليه آمال التتويج بالبطولة التي غابت عن خزائن الفريق منذ عام 2002، قاد الفهد الأسمر الزمالك إلى نهائي البطولة، لكنه اصطدم بفريق عتيد قوي (صنداونز)، حال بين جمهور الزمالك وبين البطولة الغائبة، وفقد الأبيض البطولة، لتنطلق الحسرات على وجوه الزمالك، وعلى وجه الفهد الأسمر الذي صرخ باكيًا على ضياع الحلم الذي انتظره كثيرًا.

(المشهد الأخير)

تعثر شيكابالا بعد خسارة البطولة الإفريقية، فخاض تجارب احتراف قصيرة في السعودية واليونان، وابتعد عن الزمالك، لكنه لم يبتعد عن ذهن وقلب جماهير القلعة البيضاء، حقق شيكابالا مع الزمالك بطولات عدة، كان أهمها التتويج ببطولة دوري أبطال إفريقيا 2002، والدوري المصري 2003 و2004، والسوبر الإفريقي 2003، وكأس مصر مرتين 2007 و2013، وحقق مع المنتخب الوطني كأس أمم إفريقيا 2010، وانضم إلى قائمة منتخب مصر في بطولة كأس العالم في روسيا مع المنتخب الوطني 2018، لتتم إعارته إلى نادي أبولون اليوناني الذي يلعب بين صفوفه حتى الآن.