الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية أبو الهول.. قدسه المصريون وزين أباطرة الرومان معابدهم بتماثيله

صدى البلد

أكد عالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية أن "أبو الهول" تمثال مصري عظيم يحكي قصة الحضارة المصرية القديمة عبر العصور ويوضح عظمة مصر القديمة وعظمة الإنسان المصري الذي لولاه ما تم إبداع هذه الحضارة الخالدة التي ليس لها مثيل.

وكشف لـ "صدى البلد" أن العثور على تمثال جديد لأبو الهول في أسوان يوضح أهمية أبو الهول والديانة الشمسية في جنوب مصر، ويعد دليلًا جديدًا على انتشار عبادة الإله رع في ذلك الجزء المهم من أرض مصر الفرعونية عبر العصور.

وأضاف الدكتور عبد البصير، أن تمثال "أبوالهول" يعتبر ذاكرة الأمة المصرية وخير ممثل ومعبر عن الحضارة المصرية القديمة ورمزها الأشهر، وأن هناك عددًا كبيرًا من تماثيل أبو الهول تمثل عددًا من حكام مصر القديمة، غير أن أهمها هو تمثال أبو الهول العظيم في هضبة الجيزة.

ولقد بُنى تمثال أبو الهول العظيم في عصر الأسرة الرابعة، عصر بناة الأهرام، في الدولة القديمة كي يكون دليلًا على انتشار الديانة الشمسية وربوبية المعبود رع، رب الشمس وصاحب السيطرة والنفوذ الممتد طوال الحضارة المصرية القديمة وإلى أفول نجمها ودخولها مرحلة النسيان.

ويربض تمثال "أبوالهول" على هضبة الجيزة كجزء أساسي من المجموعة الهرمية الخاصة بالملك خفرع كإبداع مصري أصيل وأحد التماثيل الضخمة في العالم كله؛ إذ يبلغ طوله نحو 73.5 متر وارتفاعه أكثر من 20 مترًا.

ونُحت هذا التمثال من كتلة واحدة، وتم تشكيل هذا التمثال بجسد أسد يمثل القوة ورأس إنسان يمثل الذكاء مما جعله يجمع في عبقرية فريدة بين قوة الحيوان وذكاء الإنسان الممثل لشخص ملك مصر الحاكم باعتباره ابنًا للمعبود رع، رب الشمس المقدسة.

ويغيب عن هذا التمثال ذقنه الذي يوجد بعض منه في المتحف المصري في ميدان التحرير والمتحف البريطاني في لندن، ويوجد أمام "أبوالهول" بقايا معمارية لمعبد كبير غير مكتمل، ويرجع هذا المعبد إلى عصر الأسرة الرابعة.

ويمثل التمثال الملك خفرع، باني الهرم الثاني بهضبة الجيزة، وهناك أحد العلماء ينسب التمثال لأبيه الملك خوفو، غير أن أغلب العلماء ينسبونه للملك خفرع.

وانتشرت التماثيل على هيئة "أبو الهول" في عصر الدولة الوسطى متأثرة بتمثال "أبو الهول" في الجيزة، فنجد الملك أمنمحات الثاني أمنمحات الثالث ممثلين في هيئة "أبو الهول".

وفي عصر الدولة الحديثة، انتشرت تماثيل "أبو الهول" برأس الكبش أو رأس الصقر في مقدمة معابد الأقصر والكرنك. وأقام الملك تحتمس الرابع، من عصر الأسرة الثامنة عشرة في الدولة الحديثة، لوحة الحلم بين مخلبي تمثال أبوالهول في الجيزة كي يدعم صعوده لعرش مصر بناء على اختلاقه قصة تؤكد تدعيم الإله له كي يصبح حاكم مصر المقبل آنذاك.

وغزت فكرة أبو الهول بلاد الشرق الأدنى القديم بعد عصر الأهرام بفترة طويلة، خصوصًا في الهيئة الأنثوية، ثم دخلت إلى بلاد اليونان بعد ذلك مما ساعد على انتشار تلك الظاهرة ذات الأصل المصري.

وربما جاءت كلمة "سفنكس" اليونانية الأصل من الكلمة المصرية القديمة "شسب-عنخ" بمعنى "الصورة الحية" والتي ترتبط بإله الشمس والملك باعتباره الصورة الحية له.

ونقل الأباطرة الرومان تماثيل "أبو الهول" المصرية إلى أوروبا ليزينوا بها معابدهم وقصورهم، واستمرت العناصر المعمارية المصرية مثل "أبو الهول" تغزو عالمنا المعاصر مما يؤكد على عظمة الحضارة المصرية وتأثيرها الشديد في البشر جميعًا قديمًا وحديثًا.