الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب: ليلة ممطرة 9

صدى البلد

يعود الضابط إلى مكتبه ثم يسأل معاونه سيف:
عملت إيه مع العيال اللي في الحجز يا سيف؟
المعاون: النيابة أخلت سبيل فتحي طليق المجني عليها من ساعة
هو وعمال المطعم بضمان محل الإقامة، يعني مفيش حد في الحجز غير المسجلين سرقات،
وطبعًا مفيش حد منهم اتكلم!!
كلهم أنكروا علاقتهم بالحادثة نهائيًا وميعرفوش حاجة عن العقد المفقود.
فيجمع الضابط متعلقاته الشخصية من فوق المكتب ثم يهب واقفًا:
أنا لازم أروح لفتحي دلوقتي وانت حاول مع العيال اللي في الحجز تاني يمكن نوصل لأي حاجة.
وقبل أن ينصرف الضابط متنساش العقد يا سيف لازم نوصل للعقد.
وفي طريقه إلى فتحي يفكر الضابط في الأمر الذي بات معقدًا ومتشابكًا
بعد إصرار الجميع أن تكون له علاقة بالحادث من قريب أو بعيد.
يتعجب فتحي عندما دق جرس الباب قائلًا: يا ترى مين اللي جاي دلوقتي!!
هو في حد لسه عرف إني خرجت أصلًا !!
لم يتردد فتحي في الإفصاح عن شعوره بالغضب عند رؤيته للضابط حيث قال:
خير يا حضرة الظابط، هو أنا لحقت أوحشك!!
دا أنا يادوب لسه سايبكم من ساعات ملحقتش حتى أنضف من القرف.
الضابط : أنت بتقول إيه يا فتحي ؟ أنت اتجننت!!
أنت شايف إننا قرف؟
فيرد فتحي مظهرًا عكس ما يبطن قائلًا: لا يا باشا أنا قصدي ملحقتش أخد حمام يعني.
هو حد يقدر يقول عنكم كده يا باشا؟
طب دا أنتو حتى أنضف ناس في البلد، كفاية إنكم بترجعوا الحق لصحابه وبتنصروا الضعيف.
ثم يواصل حديثه قائلًا : عارف يا سعادة الباشا الناس كلها عارفة ان انتو اللي منضفين البلد
لم تخفى على الضابط نبرة التهكم في حديث فتحي فيرد غاضبًا : أنت شايف كده؟
فتحي: أمال يا باشا طبعًا شايف كده.
والله يا باشا مش عارف من غيركم كنا هنعمل ايه.
فيرد الضابط : لا متخافش يا فتحي ولسه هتنضف كمان من المجرمين لما نعرف الشخصية اللي بندور عليها ونقدمها للعدالة . ساعتها بأه هتتعدم يا فتحي .
فيرد فتحي مرتبكًا : وأنا هتعدم ليه يا باشا ؟ أنا مليش دعوة .
فيضحك الضابط ساخرًا من ارتباكه ثم يقول : لا يا راجل متقولش كده ، أنت خايف ليه ؟
أنا قصدي الشخصية اللي بندور عليها مش أنت .
فتحي : أيوه صحيح يا باشا عندك حق وأنا مالي أنا .
الضابط : خلاص بأه يا فتحي خلينا نشوف شغلنا أمال . ثم يبدأ في طرح الأسئلة عليه
لكن طليق المجني عليها هو الأخر لا يعرف شيء عن صاحب السيارة كما أنكر أن يكون
سبب الطلاق هو وجود علاقة بين المجني عليها وصاحب السيارة!
قائلًا: إلهام دي كانت ست حرة يا باشا مش ممكن تعمل حاجة غلط!
الضابط: طيب تفتكر كانت معاه في العربية ليه؟
فتحي : وأنا هعرف منين بس يا باشا ؟
بس تعرف يا باشا : أنا شايف إن الموضوع ده فيه حاجة غلط!
أصل أنا أكتر واحد يعرف إلهام الله يرحمها .
الضابط : طيب تعرف حد من صديقاتها ؟
فتحي : إلهام مكانش عندها صديقات ، كان البيت هو كل حاجة في حياتها ،
خروجها كان قليل وللضرورة بس ، حتى لما كنت اسألها : ليه مش بتخرجي ؟!
كانت تضحك وتقول : وأخرج ليه إذا كان كل حاجة حلوة موجوده هنا ؟
أصلها كانت بتحبني أوي يا باشا .
الضابط : أه مـــ انت حلو فعلًا يا فتحي ، أنا كمان شايف كده !
بس قول لي الأول : يعني المجني عليها مكانش لها صديقة اسمها إيمان ؟!
فتحي : لا يا باشا مفيش أنا متأكد .
يتمتم الضابط بكلمات لم يفهم فتحي ما ورائها حين قال :
الواد ده شكله بيلعب بينا كلنا ، عايز يشتتنا كل يوم بحكاية جديدة . قاصدًا بذلك وليد
فيتعجب فتحي من كلام الضابط لكن فضوله جعله يسأل : هو مين ده يا حضرة الظابط ؟!
فينظر الضابط في عينيه ثم يقول : متستعجلش يا فتحي هتعرف كل حاجة بس في وقتها
المهم دلوقتي أشوف الداهية التاني ، كده مبقاش قدامي غيره .
مشيرًا بذلك إلى خطوة هي الأصعب لكنها قد تساعده كثيرًا في تحليل الموقف وحل اللغز
حيث لم يتبقى أمامه سوى سبيل واحد وهو مواجهة رجل الأعمال البارز " صاحب السيارة "
ولكن هذه هي الخطوة الأصعب والتي أجلها الضابط كثيرًا
حتى يجمع ما يمكنه من الأدلة والبراهين الكافية لمواجهة رجل يعرف القانون جيدًا
حيث يعمل لديه مجموعة من أكبر رجال القانون في الدولة.