وسط الأسماء الغريبة لعدد من المدن المصرية، يأتي اسم بنها العسل ليثير الاستغراب والفضول في معرفة السبب وراء تسميته، وهو ما كشفه الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق.
فأوضح عبد اللطيف، أن على مبارك فى القرن 13هـ/ 19م قال إن اسم بنها العسل الذى أطلق على هذه المدينة جاء بسبب أنها كانت بلدة عامرة من قبل الإسلام، واشتهر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أهدى إليه المقوقس هديته التى من ضمنها شيء من عسل بنها قال: "بارك الله في عسل بنها".
ولفت إلى أن المدينة مازالت إلى الآن بها بقايا خلايا نحل وكذلك القرى القريبة منها مثل مرصفا وكفر النصارى، وعسل تلك الجهة مشهور بحلاوته وجودة لونه.
ويبدو أن اسمها اشتق من "با – إن – نهت" أى المنتمية لشجرة الجميز، وهى إحدى الأشجار المقدسة فى مصر القديمة، والتى ارتبط بها بعض الإلهات منهن الآلهة "توت" آلهة السماء، وهناك رأى آخر يذكر أن بنها أصل اسمها القبطى هو بنهاو، وهو يكاد يكون الاسم الحديث المستعمل الآن تماما ويعني باللغة القبطية مدينة الكنز.
وقد تحدث كثير من المؤرخين عن بنها، حيث ذكرها الإدريسى فى القرن 6هـ/ 12م بـ "نزهة المشتاق منية العسل"، وفى نسخة أخرى "بنه العسل"، وقال "هى مدينة جليلة كثيرة الأشجار والفواكه، وتتصل بها عمارات أى أنها كثيرة العمران والبناء".
أما ياقوت الحموى من القرن 7هـ/ 13م، فذكر فى معجم البلدان أن "بنها العسل" على النيل بينها وبين الفسطاط ثمانية عشر ميلًا، وذكر أيضًا أن ابن مماتى من القرن 7هـ/ 13م وابن دقماق من القرن 9هـ/ 15م، قالا إن بنها العسل من الأعمال الشرقية، وأنها كانت تدر دخلًا على الدولة يقدر بحوالى أربعة عشر ألف دينار ومساحتها كانت مائة وثمانية فدادين.
وأفاض على مبارك فى الحديث عن بنها، وأكد أن "بها مصانع لحلج الأقطان وبها معاصر للزيت وفيها أرباب حرف كثيرة وتجارة ويزرع فى أرضها الذرة الطويلة بكثرة والقطن قليلًا وأكثر أهلها مسلمون ويسكنها بعض الأفرنج".
وأضاف أنها هى رأس مديرية القليوبية – أى العاصمة – وتقع على الشاطئ الشرقى لبحر دمياط – أى فرع دمياط فى غرب آثار مدينة أتريب، يتبعها عدد من القرى الجميلة والقريبة من النيل، وهذه القرى تشتهر بزراعة البرتقال والتين البرشومى والخوخ والليمون بكثرة بالإضافة إلى البطيخ والشمام.
وتتميز بنها بوجود موقع أثرى مهم بالنسبة لدارسي الآثار المصرية القديمة وهو تل أتريب، الذى تشير النصوص إلى أن أقدم بقايا أثرية بهذا التل تعود لعصر الملك أحمس أول ملوك الأسرة 18،وهو يقع على بعد 3 كم شمال شرق مدينة بنها على الضفة اليمنى لفرع دمياط.