الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معانا ريال..


ياسمين، فيلم سينمائي درامي مصري، انتاج 1950 إخراج"أنور وجدي"، تأليف "أبو السعود الإبياري" تمثيَل(أنور وجدي، فيروز، مديحة يسري، زكي رستم(، وتضمن الفيلم أغنية (معانا ريال) كلمات مؤلف القصة ولحن "محمد البكار"وهو في الحقيقه قام باقتباس اللحن من الفيلم الأمريكي (The North Star)انتاج سنة 1943.
دعوني أذكركم بكلمات الأغنية:
معانا ريال معانا ريال... ده مبلغ عال مهوش بطال
نروح فى الحال علي البقال... معانا ريال معانا ريال
نجيب أصناف من التموين... تكون مليانه بالفيتامين
علب سردين وقمر الدين... وجوز ولوز وبندق وتين
يلا نجيب لحمه وخضار... يلا نجيب عربية بكار
نجيب ممبار نجيب كفيار ... وخس وأوطه وحمل خيار
معانا ريال معانا ريال.... 
هجبلك بدلة خمس ألوان ... واشتري بالطو و كام فستان
وجزمه كمان وكام ستيان ... وشال وجبة وكام قفطان
معانا ريال معانا ريال.... 
أعلم تمام العلم أن الجيل الحالي لا يعلم شيئ عن (الريال) ولا يعرف قيمته الفعلية أو الشرائية آنذاك، ولذلك سأقدم بعض المعلومات عن العملة المصرية موجها كلامي لجيل الشباب.
صدر أول جنيه في مصر عام 1836، حيث طرح للتداول في الأسواق المصرية وحل محل العملة الرسمية المتداولة آنذاك وهي الذهب والفضة.
الجنيه المصري هو العملة الأقدم في المنطقة، وصدر مصحوبًا بقيمة كبيرة تصل إلى ما كان يوازي وقتها ما قيمته 20 ألف جنيه في الوقت الحالي، وسمي بالجنيه لأن مصر كانت تحت الاحتلال البريطاني وكانت عملة إنجلترا هي الجنيه الذي سمي فيما بعد بالجنيه الإسترليني.
تم تقسيم الجنيه إلى قروش حيث يساوي 100 قرش، وتم تقسيم القرش إلى عشرة مليمات، ومفردها مليم، وفي عهد الوالي محمد سعيد باشا تم إنشاء (العشرة قروش)، وأطلق عليها المصريون اسم "الباريزة" نسبة إلى أنها ضُربت ودُمغت في باريس عاصمة فرنسا،ثم يأتي الريال ليساوي 20 قرشا.
وبالتأكيد أن أغنية "معانا ريال" تضمنت مبالغة كبيرة جدا في توضيح القيمة الشرائية للريال المصري، ويأتي ذلك على سبيل الفكاهة بقصد خدمة الكوميديا السينمائية.
تجربة شخصية: منذ أعوام ليست بالكثيرة ولا القليلة، كنت أضع في محفظتي ورقة فئة (عشرون جنيها)، لا أصرفها أبدا، حيث كنت احتفظ بها على سبيل (الأمان) لمواجهة أي ظرف طارئ، وكنت بالفعل أشعر بقوة بالغة وثقة واطمئنان، حيث أنني قادر على التصدي لأي مأزق فأنا أحمل في محفظتي (عشرون جنيها)، وبعد بضع سنوات أخرى استبدلت هذه الورقة بورقة أخرى فئة (خمسون جنيها) حيث أن الأولى لم تعد تمدني بالقوة الكافية ولا تشعرني بالآمان الكامل، وبعد بضع سنوات أخرى استبدلت الورقة بضعفها، ورقة فئة (مائة جنيه)، ثم (مِئَتًا جنية)، ثم ضاعفت عدد الأوراق فئة (مِئَتًا جنية) تدريجيا حتى أصبحت أحمل في محفظتي خمس ورقات ليصل إجمالي المبلغ (ألف جنية) ولا أشعر بالأمان!
سؤال: لو عادت فيروز ومعها الريال في أيامنا الحالية، هل ستجرأ على غناء نفس الأغنية بنفس الفرحة..... دُمتم بحب وفن.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط