"تحية وجلالا أيها النادي.. فأنت زين النوادي حلية الوادي"، شعبيته وجماهيرته الكبيرة لم تمنعه من التعبير عن انتمائه الكروي، عشقه لناديه كان بعيدا عن أي حسابات أخرى، وبهذه الكلمات، احتفل العندليب عبد الحليم بفوز ناديه المفضل الذي طالما شجعه باستماتة، القلعة الحمراء التي ساندها عبد الحليم، فاحتفل باليوبيل الذهبي للنادي الأهلي عام 1957، بأغنية زين النوادي من كلمات الامير عبد الله الفيصل الرئيس الشرفي للنادي الأهلي آنذاك، وتلحين الموسيقار محمد الموجي.

وبعيدا عن الساحة الفنية والطرب، عرف عن العندليب حبه وتعصبه للنادي الأهلي، ولم يخش على شعبيته لدى جماهير الزمالك، فأعلن عن انتمائه الكروي بكل شجاعة، حتى أنه ظهر في مدرجات الأهلي بجوار المايسترو صالح سليم في مباريات الأهلي، وفي إحدى المرات بعد فوز الأهلي بكأس مصر خرج عبد الحليم حافظ بتصريحات أغضبت محبيه من الانتماءات الكروية المنافسة.

فتحدث عبد الحليم عن القلعة الحمراء قائلا: "مفيش اثنين بيختلفوا على أن الأهلي هو مدرسة الكرة في مصر، مفيش اثنين بيختلفوا أن الأهلي هو اللي خلق جمهور الكرة في مصر، الأهلي تعثر في السنوات الـ 5 الأخيرة، ولكن هل يستطيع أحد أن يقول إن الذنب ذنب الأهلي؟ الكرة كلها تعثرت في مصر، دي حقيقة ومش محتاجة جدال".
وبعد غناء العندليب للنادي الأهلي، عبرت أغلبية جماهير الفرق المنافسة للقلعة الحمراء عن غضبهم من العندليب الأسمر وعلى رأسهم جماهير نادي الزمالك، فيما انتشرت شائعة أخرى تزعم إهداء أغنية زين النوادي لنادي الأهلي السعودي، خاصة أن مؤلفها أمير سعودي، للسيطرة على غضب جمهور الزمالك، ولكن كلمات الأغنية حسمت الجدال في النهاية، في صف العندليب محب القلعة الحمراء، الذي غنى قائلا: "جمعت شمل بني مصر وجيرتهم
في حاضر من أمانيهم وفي باد
وكنت مشعلنا الوضاء نرقبه
ليجعل الشمل في حفل واسعاد
فيه تلاقى بنو أم وذو رحم
كما التقى فيه آباء بأحفاد
عاشت رحابك بالأرجاء شاسعة
لساكني مصر بل للناطق الضاد".
ومثلما تنافس قطبي الكرة المصرية في الملاعب، تنافس أيضا قطبي الغناء والطرب في مصر، فمثلما كان عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش في قمة الساحة قديما، تنافسا أيضا في انتمائهما الكروي، حيث عرف عن فريد الأطرش حبه وتشجيعه لنادي الزمالك، حتى، أنه انقذه ذات مرة من الإفلاس عام 1961، بعدما عانت القلعة البيضاء من أزمة مالية كبيرة بعد رحيل أبو رجيلة الذي كان يتحمل الجزء الأكبر من أعباء النادي المالية، وكان قد بدأ في بناء النادي الاجتماعي ولم يكتمل البناء بعد رحيله، فقرر الزمالك الاستعانة بفريد الأطرش لإحياء حفل غنائي وجمع إيرادات لإتمام بناء النادي، ولم يرد فريد طلب ناديه المفضل، وساهم بـ1500 جنيه لشراء بعض التذاكر، وأحيا الحفل الذي وصلت إيراداته إلى 25 ألف جنيه.
وبالرغم من عشق الأطرش للقلعة البيضاء وحرصه على تشجيع ناديه من مدرجات الملاعب ومساندته، إلا أنه طلب عضوية الانضمام إلى النادي الأهلي بسبب قربه من منزله، إضافة إلى عدم استقرار أوضاع مقر الزمالك وتغييره أكثر من مرة، إلا أن عضويته لم تتم وظلت عالقة لمدة أكثر من سنه بسبب جنسيته السورية.