اعتبر المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يكون "أخطر مجرم حرب في عصرنا"، مؤكدًا أن أي تهاون في التعامل مع من وصفهم بمجرمي الحرب "أمر غير مقبول"، وأنه من الضروري وضع حدود واضحة في هذا الشأن.
وفي تصريحات إعلامية، وفقا لما نقلته عدد من الصحف الألمانية، شدد ميرتس على أن الرئيس الروسي لا يمتلك في الوقت الراهن أي دافع للقبول بهدنة، مستبعدًا في الوقت ذاته إمكانية إرسال قوات ألمانية إلى أوكرانيا قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأعرب عن قلقه البالغ إزاء تطورات الحرب، محمّلًا موسكو المسؤولية عن "أسوأ الجرائم بحق المدنيين" وعن "ممارسات إرهابية" خلال الأشهر الماضية.
ردّ على توصيفات أوروبية سابقة
وجاءت تصريحات ميرتس ردًا على سؤال بشأن وصف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لبوتين بأنه "المفترس" خلال زيارتها الأخيرة إلى بولندا، وهو توصيف أثار موجة من الجدل السياسي والإعلامي.
كما أشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سبق أن وصف بوتين بأنه "غول على أبوابنا"، وهو تعبير اعتبرته روسيا إساءة مباشرة.
موقف موسكو
من جانبها، ردّت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بانتقاد شديد لتصريحات ماكرون، معتبرة أن حديثه "لا يليق برئيس دولة"، وأن مثل هذه اللغة تعكس ـ حسب تعبيرها ـ "نهجًا غير مسؤول" في الخطاب السياسي الأوروبي تجاه روسيا.
تأتي هذه المواقف في سياق تصاعدي للانتقادات الأوروبية لموسكو على خلفية الحرب المستمرة في أوكرانيا، حيث يحرص القادة الغربيون على إظهار صرامة في خطابهم السياسي، في وقت تواصل فيه كييف المطالبة بمزيد من الدعم العسكري والاقتصادي.
ورغم اللهجة القاسية لبعض التصريحات، لا تزال مسألة الهدنة أو المفاوضات المستقبلية محل تباين داخل الاتحاد الأوروبي، خصوصًا بين الأصوات الداعية إلى زيادة الضغط على روسيا، وتلك التي ترى ضرورة إبقاء قنوات الحوار مفتوحة.