قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وزير الأوقاف يحدد 5 أسس للحوار تحقق السعادة للبشرية

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف
0|محمد صبري عبد الرحيم

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الحوار ينبغي أن يقوم على أسس ومرتكزات قوية، منها: السعي الدائم نحو التعارف، والانفتاح على الثقافات الأخرى، وليس الانغلاق المحكم الذي يؤدي بنا إلى الخوف من الآخر المجهول.

وأوضح الوزير خلال استقباله، اليوم الأحد، النائب الألماني كريستيان هازي رئيس جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الألمانية في البوندستاج الألماني والوفد المرافق له، أن تعميق الوعي بالآخر وثقافته ومجريات حياته يجعله بالنسبة لنا أقل غرابة، ويجعل الحوار معه أكثر يُسرًا وأسهل مأتىً وتناولًا، وإذا كان الحكم على الشيء فرعًا عن تصوره كما يقول المناطقة فلا بد أن نتعرف على ما لدى الآخر من قيم ومثل وثقافات، وأن نحلل ذلك تحليلًا جيدًا محايدًا ومنصفًا قبل الحكم له أو عليه، وألا تكون لدينا أحكام وقوالب جاهزة مسبقة في الحكم على الآخرين.

وتابع: ثانيًا تحكيم لغة العقل ورغبة جميع الأطراف في نبذ العنف والكراهية والتطرف والإرهاب، إيمانًا بأن قضية الصراع ليس فيها رابح مطلق أو خاسر مطلق، وأن عواقب الصراع والعنف والتطرف وخيمة على الإنسانية جمعاء، وأنه لا بديل للإنسانية عن البحث في القواسم والمصالح المشتركة ونقاط الالتقاء؛ لما فيه خير البشرية بعيدًا عن الحروب والصراعات والقتل والاقتتال والتخريب والتدمير.

وواصل: ثالثًا أن تكون لدى جميع الأطراف الرغبة الحقيقية في إعلاء القيم المشتركة وتجنب جميع مظاهر الأنانية والاستعلاء، يقول ابن رشد محددًا منهجه في الأخذ من ثقافة اليونان وغيرهم: يجب علينا أن ننظر في الذي قالوه وما أثبتوه في كتبهم، فما كان منها موافقًا للحق قبلناه منهم، وسُررنا به، وشكرناهم عليه، وما كان منها غير موافق للحق نبّهنا عليه وحذّرنا منه، وعذرناهم.

وأكمل: رابعًا: التركيز على الإفادة من النافع والمفيد، وغض الطرف عن خصوصيات الآخر الثقافية التي لا تتفق مع قيمنا وحضارتنا، في ضوء الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب، من غير أن يحاول الغرب أن يفرض قيمه وأنماط حياته الخاصة على الشرق، ولا أن يحاول الشرق حمل الغرب حملًا على مفردات حضارته وثقافته وقيمه وتراثه، بل على الجميع أن يُعلي من شأن القيم المشتركة، وما أجمعت عليه الشرائع السماوية والقيم الإنسانية، فيبحث الجميع عن المتفق عليه، ويعذُر بعضهم بعضًا في المختلف فيه.

وأردف: خامسًا التأكيد على أن الأخلاق والقيم الإنسانية التي تكون أساسًا للتعايش بين البشر لم تختلف في أي شريعة من الشرائع، يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت». مضيفًا: فأروني أي شريعة من الشرائع أباحت قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، أو أباحت عقوق الوالدين، أو أكل السحت، أو أكل مال اليتيم، أو أكل حق العامل أو الأجير.

وتساءل: أروني أي شريعة أباحت الكذب، أو الغدر، أو الخيانة، أو خُلف العهد، أو مقابلة الحسنة بالسيئة، بل على العكس فإن جميع الشرائع السماوية قد اتفقت وأجمعت على هذه القيم الإنسانية السامية، من خرج عليها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.

ونوه بأن ديننا الحنيف علمان أن نقول الكلمة الطيبة للناس جميعًا بلا تفرقة، فقال سبحانه: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، بل نحن مطالبون أن نقول التي هي أحسن، يقول سبحانه وتعالى: «وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»، ويقول سبحانه: «وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ»، وفي تعاليم سيدنا عيسى -عليه السلام-: «من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر».

وأكد أنها لدعوة عظيمة للتسامح في كل الشرائع السماوية لكي تعيش البشرية في سلام وصفاء، لا نزاع ولا شقاق، ولا عنف ولا إرهاب، وهو ما نسعى إليه من خلال اعتمادنا المنهج الحضاري بين الشرق والغرب، على النحو الذي يحقق سعادة البشرية وسلامها دون تمييز.