من الكوميديا إلى قصر الرئاسة.. زيلينسكي ممثل يقود أوكرانيا نحو المجهول

يبدو أن أوكرانيا على أعتاب مرحلة جديدة غير محددة الملامح، حيث أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية حصول المرشح الرئاسي فلاديمير زيلينسكي على 73.15% من الأصوات، فيما حصل الرئيس المنتهية ولايته بيترو بوروشينكو على 24.52% فقط من أصوات الناخبين،
وأشار محللون إلى أن نسبة الفوز التي حصل عليها زيلينسكي تعتبر نتيجة لا سابق لها في تاريخ الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا.

الغريب في الأمر أن زيلينسكي المنضم حديثا لعالم السياسة هو ممثل كوميدي سابق وسبق له أن أدى دور الرئيس في أحد الأعمال، ورغم مقابلة الشعب في بداية الأمر لترشح زيلينسكي على أنه "مزحة" إلا أن الممثل نجح بالفعل في الوصول لكرسي الرئاسة، وفي كلمة لأنصاره "لقد فعلناها سويا، شكرا لكم جميعا.. لن يكون هناك خطابات مثيرة للشفقة من الآن .. أشكركم".

ولعب زيلينسكي صاحب الـ41 عاما دور البطولة في مسلسل "خادم الشعب"، حيث جسد فيه شخصية أستاذ تاريخ بمدرسة أصبح رئيسا لأوكرانيا بالصدفة بعد اكتسابه شعبية ضخمة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، عقب احتجاجه على الفساد المتفشي في البلاد، ويبدو أن الرواية تحققت.

ولد زيلينسكي في مدينة "كريفييه ريي" جنوب غرب أوكرانيا، لوالدين يهوديين، ورغم أنه أتم دراسة الحقوق في جامعة محلية إلا أنه لم يعمل في مجال المحاماة واتجه إلى التمثيل، حيث انضم إلى فرق مسرحية كوميدية ومنها إلى عالم السينما والتليفزيون، كما ظهر في برامج المسابقات يقدم عروضا كوميدية، وكان مسلسل "خادم الشعب" في 2015 علامة بارزة في مستقبله الفني.

وأشار محللون إلى أن نجاح المسلسل دفع الشركة المنتجة إلى تأسيس حزب يحمل اسم "خادم الشعب" في مارس 2018، وفي العام نفسه، أعلن زيلينسكي ترشحه للانتخابات الرئاسية. لكن هذا المنضم حديثا إلى عالم السياسة أمامه تحديات خارجية وداخلية لا تعد ولا تحصى.

ومن بين التحديات التي تنتظر الرئيس الجديد، الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد وانخفاض معدل دخل الفرد مع ارتفاع ملحوظ في نسب البطالة، حيث تعتبر أوكرانيا أفقر البلدان في أوروبا، كما سيتعين عليه تنفيذ وعد بضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي ومكافحة الفساد المتفشي، فضلا عن العلاقات المتوترة مع روسيا، التي أعلنت أنه يوجد فرصة لتحسين العلاقات بعد فوز زيلينسكي.

وتوترت العلاقات بين البلدين منذ 2014 والإطاحة الرئيس الأوكراني المقرب من الكرملين فيكتور يانوكوفيتش، وفي العام ذاته، قامت موسكو بضم شبه جزيرة القرم ودعمت انفصاليين في نزاع الشرق الأوكراني، ما أدى إلى سقوط 13 ألف ضحية.

ويعد زيلينسكي أصغر رئيس يحكم البلاد كما حظي بدعم ساحق، وتلقى التهاني من قادة العالم بما في ذلك في اتصالين هاتفيين من الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن يبدو أن مهمة الرئيس الجديد ليست سهلة لكثرة التحديات وعدم وجود رؤية وخطة محددة لمستقبل أوكرانيا، حيث يرى مراقبون أن العلاقة الوحيدة بين الرئيس الجديد والسياسة كانت من خلال المسلسل الكوميدي "خادم الشعب".