الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خواطر الإمام.. صوت رمضان الناطق وعبير إذاعة القرآن الكريم (نوستالجيا)

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي

عقارب الساعة تشير إلى تبقي 20 دقيقة على آذان المغرب في رمضان، الصائمون في انتظار صوت المدفع، انتظار لا يبدده إلا الاستماع إلى "خواطر" الشيخ محمد متولي الشعراوي على إذاعة القرآن الكريم، هذا البرنامج الذي كان ولا يزال راويًا لظمأ الصائمين بتفسير آيات القرآن الكريم، بالتعرض لنعيم الجنة وأنهارها، وما أعده الله للصائمين من أجر عظيم.

على مدار عقود، ظل برنامج "خواطر" الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي يذاع على إذاعة القرآن الكريم قبل الإفطار، هو مقصد الصائمين، والوجبة الإيمانية الروحانية المحببة إليهم، وميزان الوسطية والاعتدال في تفسير آيات القرآن، كل هذه الأسباب جعلت الأسرة المصرية تتحلق حول إذاعة القرآن الكريم يوميًا في شهر رمضان قبل الإفطار.

ورغم وفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي عام 1998، إلا أن البرنامج الإذاعي ما زال صوت رمضان الناطق للصائمين، ورائحة الشهر الكريم التي يتجلى عبيرها ونسماتها من إذاعة القرآن الكريم، صوت إذاعي فريد، لا تخطئه أذن المستمعين، ولا يغيب عن بال الصائمين، هذه النبرات الصوتية الرنانة، التي تجلت في أدعية وبرامج الشيخ محمد متولي الشعراوي على الإذاعة أو التليفزيون.

ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.

في عام 1922م التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغًا منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

تخرج عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م، بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة في جامعة أم القرى.

وفي نوفمبر 1976م أسندت إليه وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983 وعام 1988، ووسام في يوم الدعاة.

له مؤلفات عديدة أهمها على الإطلاق خواطر الشعراوي، إضافة إلى برنامج تفسير آيات القرآن الكريم الذي بدأ عرضه في ثمانينات القرن الماضي، وقد نال البرنامج شهرة واسعة، وشعبية هائلة عند المصريين، نظرًا لبساطة الطرح، والاعتدال في التفسير.