الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التفاصيل الكاملة لأزمة تمثال رمسيس الثاني أمام معبد الأقصر.. التشكيك في مكانه وترميمه.. والوزارة ترد.. صور

صدى البلد

سادت حالة من الجدل الشديد الأيام الماضية، وكان البطل فيها تمثال رمسيس الثاني أمام معبد الأقصر، حيث شنَّ كثيرون من مُحبي الآثار والمتخصصين فيها هجومًا على وزارة الآثار، بدعوى أن التمثال ليس في مكانه الصحيح، وأن وضعه بهذه الطريقة خطأ يستوجب تصحيحه لأنه يغير الواقع التاريخي لتخطيط المعبد.

وشكّك البعض في صحة وجود هذا التمثال أمام الصرح الأول لمعبد الأقصر بهيئة أوزيرية تخالف التماثيل الأخرى الواقفة التي تقدم الساق اليسرى.

وجاء التشكيك استنادًا إلى المنظر المنقوش على الجدار الجنوبي الغربي لفناء الملك رمسيس الثاني، والذي يوضح وجود 6 تماثيل، اثنان منها في هيئة الجلوس، وأربعة في هيئة الوقوف ذات قدم يسرى متقدمة.

وردَّت وزارة الآثار، أنه يوجد منظر منقوش في خلفية الصرح الأول للملك رمسيس الثاني يوضح شكل الصرح الأول يتقدمه تمثالان جالسان ومسلتان فقط، وهذا المنظر الذي تم نقشه بالنقش الغائر يرجع لعصر الملك رمسيس الثاني، وكان يوضح شكل واجهة المعبد خلال فترة حكمه.

ويتطابق أسلوب النقش لهذا المنظر مع كل نقوش ومناظر الصرح، بما يؤكد تأريخه لعصر الملك رمسيس الثاني، أما المنظر المنقوش على الجدار الجنوبي الغربي لفناء الملك رمسيس الثاني، فإنه يوضح شكل الصرح الأول يتقدمه تمثالان جالسان، و4 تماثيل واقفة مقدمة القدم اليسرى بالإضافة إلى المسلتين. 

وبعد هدوء حدة الهجوم حول وضع التمثال، أثيرت مرة أخري اتهامات قوية مدعمة برأي أساتذة الآثار عن ترميم التمثال، وأن به أخطاء وعيوب لابد من تصحيحها، خاصة في النسب الخاصة بأجزاء التمثال وتحديدًا في اليدين والقدمين، كذلك الفرق الواضح بين ألوان الأجزاء التي تم استكمالها في الترميم، وبين الأجزاء الأصلية من التمثال ولونها الأصلي وردي.

وما دعم هذا الانتقاد الشديد للترميم، ما حدث من تغطية التمثال من جميع الجوانب، وإقامة عدة سقالات معدنية وخشبية حوله، وهو ما فسّرته مصادر بالآثار بخطوة جيدة من الوزارة، واستجابة منها لما حدث من ترميمات غير صحيحة، حيث أكدت مصادر أنه تم التسرع بالفعل في ترميم وإعادة تركيب التمثال مرة أخرى خلال احتفالية يوم التراث العالمي بحضور رئيس الوزراء د. مصطفي مدبولي الخميس الماضي.

من جانبه كشف الدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار وجود أخطاء ترميم في تمثال الملك رمسيس الثاني.

وقال "عبد المقصود" لـ"صدى البلد": كان على وزارة الآثار الاستعانة بالمتخصصين والأساتذة في مجالي الآثار والترميم، حيث كان يجب عمل دراسة ونشر علمي قبل البدء في تجميع التمثال، بحيث تستفيد الوزارة من آراء المتخصصين قبل الشروع في العمل الفعلي، مشيرا إلي أن التمثال به عيوب ظاهرة، وتجب إعادة ترميمه.

من جهتها، أوضحت الدكتورة هوريج سوروزيان رئيس البعثة المصرية الألمانية العاملة بالأقصر، والمتخصصة في التماثيل الضخمة في عصر الدولة الحديثة، رأيها في التمثال، وقالت: ما تم في التمثال هو المرحلة الأولى، وهي مرحلة التجميع، وهو إنجاز قام به فريق الترميم المصري والذي يجب أن نفتخر به جميعًا ،حيث أنهم قدموا هدية للعالم في يوم التراث العالمي.

وأكدت سوروزيان لـ"صدى البلد" أن ما تم في التمثال فقط هو المرحلة الأولى من الترميم، وهي التجميع والتوقيف، وسيتبع تلك المرحلة مرحلة أخرى هي الترميم الدقيق، تعيد للتمثال بهاؤه ورونقه الأول.

وقال محمد حسين مدير عام ترميم معبد الأقصر إنه لا أخطاء في ترميم تمثال رمسيس الثاني أمام معبد الأقصر، حيث إن كل كتلة تم تركيبها في مكانها الصحيح، "والتمثال ما وقعش علشان نقول أخطاء في الترميم"، وللأسف كل من يتحدث عن أخطاء الترميم ليس متخصصًا.

وأشار حسين لـ"صدي البلد" إلى أن الاختلاف في نسب التمثال، خاصة في الأذرع، طبيعي حيث إن أي استكمال في الترميم من المرجح أن يحدث تغييرًا فيه بالزيادة أو النقص، خاصة مع الحجم الكبير للتمثال حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 12 متراً ووزنه حوالي 70 طناً، والأجزاء التي حدث بها استكمال وظهر فيها تغيير ستتم معالجتها في المرحلة الترميمية التالية وهي مرحلة الترميم الدقيق.

وتابع: المهم أن الكتل الأثرية الأساسية للتمثال سليمة ولا خطأ فيها، أما الاستكمال يمكن تصحيحه وتداركه والموضوع بسيط ولا يستحق كل هذه الضجة، والخطأ يكون إذا حدث خطأ في تركيب كتلة أثرية أو تركيبها مقلوبة، وهذا لم يحدث.

واستطرد: المونة التي تم استخدامها مناسبة للأثر وغير ضارة به، وذلك حسب أحدث الأساليب العلمية، والأجزاء التي تم استكمالها هي من نفس اللون الوردي للأجزاء الأصلية، ولكن لأن اللون جديد وحديث فقد ظهر فارق بينه وبين اللون الأصلي القديم الموجود منذ حوالي 3 آلاف سنة.

وأوضح أن اللون الجديد سيتحول للقديم تماما مع مرور الوقت وتعرضه لعوامل الجو والتعرية وغيرها من عوامل الطبيعة، وقبل الترميم والتركيب تم إعداد دراسة استغرقت حوالي 6 شهور، وقمنا بتجميع التمثال علي الأرض قطعة قطعة ونظفنا جميع القطع تماما، وقمنا بتجميعها بمواد الترميم الملائمة وأسياخ إستيل غير ضارة بالأثر.

وأشار إلى أن ما تم استكماله في التمثال هو الأذرع والأرجل السفلى والقاعدة، والأفضل من ترك القطع الأثرية على الأرض عُرضة لعوامل ترف وأملاح هو ترميمها وإعادة تركيبها، وهذا ما قمنا به، حيث استخدمنا في الترميم مونة استرجاعية، أي يمكن تغييرها إذا ما دعت الحاجة، والكتل الأثرية التي تم تركيبها كلها سليمة وصحيحة ولا خطأ فيها.