الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المؤقتون يصرخون


منذ فترة قامت وزارة التربية والتعليم بعمل مسابقة لاختيار بعض المعلمين بعقود مؤقتة لسد العجز الموجود للمدرسين على مستوى المدارس، وبالفعل تم اختيار بعض المتسابقين للعمل المؤقت في بعض المدارس بعد خوضهم المسابقة ونجاحهم فيها وتم توزيعهم على المدارس المختلفة.

وفِي سبيل ذلك اضطر هؤلاء لاستخراج العديد من الأوراق الرسمية وأصول الشهادات التربوية والصحية والقيد العائلي والموافقات الأمنية والصحائف الجنائية وقاموا بتسديد جميع الرسوم المطلوبة لتحقيق ذلك، وبعد استلامهم العمل فوجئ هؤلاء المؤقتون بأن وزارة التربية والتعليم سوف تنهي عقودهم بعد انتهاء العام الدراسي الحالي، متعللة بأنها اشترطت ذلك على المتقدمين للمسابقة قبل استلامهم للعمل.

فهل في ظل احتياج الوزارة للمدرسين لتغطية العجز الواقع بالفعل في المدارس في قطاع التدريس، سوف يتم إنهاء العقود المؤقتة عند انتهاء العام الدراسي؟ لمجرد أنهم اشترطوا علي المتقدمين ذلك الشرط؟ إذا ماه ي خطة الوزارة القادمة للقضاء على العجز الواضح في هذا القطاع؟ وهل من المنطق أن تقوم الوزارة بعمل مسابقة لاختيار بعض المدرسين وذلك بالتأكيد بميزانية مسبقة لتطبيق المسابقة تكفلت بها وزارة التربية والتعليم من جهة وحملت المتسابقين تكاليف استخراج المستندات الرسمية المطلوبة للالتحاق بهذا العمل المؤقت من جهة أخرى، الأمر الذي تكبدوا من أجله الجهد والوقت والمال لإنجازه أملا في الحصول على فرصة عمل شريفة تضمن لهم حياة كريمة، فتكون النتيجة العمل لفترة محدودة مرتباتها لم تغط المصروفات التي تكبدوها، ثم ينتهي بهم الحال لفقدان العمل والعودة للبحث من جديد عن فرصة أخرى، أو انتظار مسابقة جديدة برسوم وتكاليف جديدة لمحاولة إيجاد فرصة عمل جديدة؟

هل من المنطق أن يعاني هؤلاء كل تلك المعاناة على أمل الاستقرار في وظيفة تساعد على المعيشة، ثم تنتهي الفرصة فجأة ونحن نعاني من العجز في هذا المجال؟ ومن سوف يغطي عمل هؤلاء عند الاستغناء عنهم؟ هل من المنطقي أن تنهي الوزارة عقودهم ثم نفاجأ بعد فترة صغيرة بمسابقة أخرى بميزانية جديدة لتنفيذ المسابقة في الشهور القليلة القادمة لتغطية العجز القائم في العام الدراسي الجديد؟

إذا أردنا النهوض بالوطن فيجب الاهتمام بالتعليم ورصد الميزانية اللازمة لذلك وتوفير سبل المعيشة الكريمة للمدرس المصري، وعدم وضع المعوقات أمامهم لضمان حسن الأداء والتميز، وأعتقد أن تغطية عجز المدرسين أهم بكثير من رصد ميزانية للتابلت الذي عاني منه طلاب الصف الأول الثانوي والذي لم نشعر بنجاح تجربته حتى الآن.

أما حان الوقت لإعادة النظر للأولويات؟ حتى نستطيع عبور تلك المرحلة الصعبة في تاريخ الوطن وتحقيق التنمية الحقيقية في قطاع التعليم الذي يعتبر هو العامل الرئيسي للتقدم والازدهار؟

نتمنى أن يعاد النظر في حال هؤلاء المؤقتين الصارخين بحثًا عن أمل في الاستقرار في ظل مبادرة رئيس الجمهورية لتوفير الحياة الكريمة، فهل من مجيب؟

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط