الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د/ عبدالله المصرى يكتب: ذكرى العاشر من رمضان.. وتحية لجيش مصر

صدى البلد


مازالت حرب العاشر من رمضان١٣٩٣ هجرية / السادس من أكتوبر ١٩٧٣م التي أذهل فيها الجيش المصرى العالم كله صفحة مضيئة من صفحات تاريخ العسكرية المصرية بل والشعب المصرىالعبقرى الذى يقدم للبشرية دائما الجديد الذى يقف العالم مشدوها به منذ فجر التاريخ ،ومنذ أن بني حضارته ،وهي أول حضارة في تاريخ البشرية وتتوالى صفحات تاريخ مصر المشرق حتي ثورة ٣٠ يونيو مرورا بحطين وعين جالوت وثورة ٢٣ يوليو ،والسادس من أكتوبر/ العاشر من رمضان ، و ثورة ٢٥ يناير .
وظن كثير من الناس أن الكلام قد انتهي عن نصر العاشر من رمضان وأصبح هذا النصر في ذمة الأيام والزمان ،وأصبح من أحداث الكان وحوادث الماضي وانتهي الكلام حوله وجفت الأقلام وطويت الصحف ولكن هيهات هيهات فها هي الذكرى السادسة والأربعين تأتي وروح أكتوبر / رمضان تسرى في أجسادنا وأضحت من جينات تكوين الوطن ولها أصداء وضجيج هنا وهناك لأن حدث النصر لم يكن عاديا وإن قللت إسرائيل من حجمه الكبير ،وقيمته الغالية ،لكن في نفسها تتحدث حديث آخر حديث الواقع والحقيقة المرة ، بأن هذا النصر المبين هو الذى تحطمت علي صخرته الحلم الكبير لليهود وهو حكم العالم كله أو دولة إسرائيل من النيل الي الفرات ودائما تخطط الصهيونية العالمية لتحقيق هذا الحلم وتبحث عن كيفية تحقيقه كما حلمت بالوطن القومي وحققته علي أرض فلسطين أرض الرسالات الإلهية ،أرض العروبة وتحقق الوطن لكن ( إن شاء الله ) الي حين .
ولايغيب هنا ونحن نحتفل بالعيد السادس والأربعين لهذا النصر المبين الذى صنعته دماء الشهداء ،وجروح وآلام الجرحي والمصابين ،وارادة الأبطال ممن فارقوا الحياة الدنيا ،أن هذا النصر حقق وأكد علي الحقيقة الكبرى التي يرويها التاريخ دائما وهي أن مصر هي القلب النابض في جسد الأمة العربية والعالم الإسلامي ،وهي الحصن الحصين للإسلام والمسلمين وهي درة الشرق مهما حاول الأعداء أن ينالوا منها أو حاول الأقزام أن يعادوها ،وأن جندها خير أجناد الأرض وهم الغالبون.
ولذا وصفهم رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) بأنهم في رباط الي يوم الدين وخير اجناد الأرض ،فعن الفاروق عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " إذا فتح الله عليكم مصر فإتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض فقال أبوبكر الصديق ( رضي الله عنه ) : ولمَِ ذلك يا رسول الله ؟ فقال: " لأنهم و أزواجهم في رباط إلي يوم القيامة " .
فهذه شهادة خالدة باقية مادامت هناك حياة ولا يستطيع أحد أن يمحوها، وشهادة أخرى عن عمرو بن الحمق(رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " تكون فتنة أسلم الناس فيها ( أو خير الناس فيها) الجند الغربي " ( رواه مسلم والنسائي) والجند الغربي هم جند مصر فهنيئا لجيش مصر شهادة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو لا ينطق عن الهوى ..وكل عام أنتم بخير وتحيا مصر و جيشها وابطال أكتوبر، وطوبي للشهداء .