الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البساطة وتذوق فنون الحياة


الحياة بسيطه وممتعه ، نتذكر نحن جيل السبعينات وتتذكر معنا الاجيال التى سبقت جيل السبعينات ، بساطه الحياة لدى الشعب المصرى فى العصور السابقه ، كلنا نتذكر الالعاب الجماعية فى الشوارع ، ونتذكر أيضًا تبادل الجيران لانواع الطعام والأصناف الشهيه ، نتذكر لمة العائلة امام سهرة موسيقية فى التليفزيون ، ونتذكر أيام الذهاب لمشاهدة الأفلام الجديده فى السينما مع العائله وبصحبة بعض الجيران ، نتذكر الأعمال الجماعيه والغناء الجماعى داخل بيوت الجيران لقدوم مولود جديد أو خطوبة أحد من أبناء الجيران ، أو نجاح أحد أبناء الجيران أو العائله أو أجتماع الأسر بفرحة وبهجه لصناعة كعك العيد فى أحد البيوت فى شكل جماعى تعاونى يشع منه البهجه والفرحه والطاقة الايجابيه 

كانت تقام حفلات لكبار المطربين ويطلق عليها أعياد الربيع ، كانت الفرق الموسيقيه تعزف فى شوارع القاهره لكبار الموسيقين العالميين ، كان السير على ضفاف النيل شيء ممتع حقا ، وكان تناول البيض والسميط من أشهر وأبسط الاطعمه المرتبطه بالتنزه على ضفاف النيل حيث الاستمتاع برؤية منظر النيل وصفائه ومنظر مراكب الصيد والصيادين 

كانت الاشجار والحدائق والذهور تملئ الشوارع ، حيث نستظل بفروع الاشجار الكثيفه من حرارة الصيف فى شوارع القاهره ، كانت روائح الذهور تنبعث من أسوار حدائق الفيلال التى تملئ شوارع القاهره واللوان الذهور الجميله
كنا نتعلم فى المدارس الموسيقى وكانت هناك غرفة بالمدرسة بها أستاذ متخصص فى تعليم الموسيقى والدخول فى مسابقات على مستوى المنطقه التعليميه ، كانت غرفة مليئة بشتى انواع اللات الموسيقيه التى نشاهدها على مسارح الدوله فى الاحتفالات الكبرى ، كانت هناك غرفة يطلق عليها المرسم ، كان بها أستاذ للرسم وكان موهوب بحق فنان وكان يتابع ويكتشف المواهب بين الطلاب ويشجعها ويدخل بها المسابقات باسم المدرسه ، كانت هناك تربية رياضيه بحق يتعلم فيها الطلبة الرياضه والدخول فى مسابقات رياضيه كرة قدم وطائرة وكرة سله ، كان هناك حصة تربية زراعيه يتعلم فيها الطلبة الاعتناء بالزرع والنماء والمحافظه على كل ما هو أخضر ، كانت الفتايات تتعلم فى حصة التدبير والاشغال فنون الطهى والحياكه وشؤن المنزل 

كانت المنازل تعتنى بزراعة البلكونات وأسطح المنازل الون الاخضر كان يكسوا العديد من الطرقات والابنيه
الالوان المتناسقه الجميله كانت سيدة الموقف من حيث الوان الملابس والوان واجهات المنازل والمحلات ، كان هناك زوق وفن وادب فى التعامل والسلوك بين الأفراد وكان الخروج عن الحث الجمالى هو الشذوذ أو غير المألوف 

كل ما اطمح فيه فى تلك الفتره الهامه التى تمر بها البلد ، نسترجع مجددا تذوق الفن والجمال فى حياتنا من جديد ، نحتاج أن نقضى على التلوث السمعى والتلوث البصرى والتلوث الهوائى والتلوث الأخلاقى والتلوث النفسي فى حياتنا 

نحتاج حملات على المستوى القومى لاسترجاع فنون الحياه من جديد ، نحتاج حملة 100 مليون صحه للذوق الرفيع ، محتاجين نستمع الى موسيقى فى شوارع القاهره فالموسيقى لها دور فعال لاستعادة التوازن النفسي وهدوء الاعصاب ورفع الانتاجيه والتغلب على الضغوط بشكل ايجابي ، نحتاج الى اللوان جميله ومتناسقه يتم طلاء واجهات العمارات والمبانى بها ، نحتاج مبانى متناسقه من حيث الارتفاع والتصميم ، نحتاج واجهات محلات متناسقه من حيث الشكل واللون وتفرض الغرامات على من يقوم بنشر التلوث البصرى ويطبق بشكل فورى مع الالتزام بتصميم المكان وفقا لمعايير يتم وضعها من قبل خبراء متخصصين 

لابد من توفير بيئة أمنه خاليه من التلوث السمعى واى ازعاج يخل براحة المواطنين ، توفير أماكن للتنزه وسط الخضره والطبيعه واعادة استغلال شاطئ النيل من جديد وشاطىء الاسكندريه وجميع الشواطئ على المجارى المائيه وازالة كافة الاشغالات عليها وتطبيق أقصى العقوبات على مرتكبي تلك الجرائم ، لكى نضمن للمواطنين متنفس من هواء ومنظر للاستمتاع بالنيل او شواطئ البحر الابيض او الاحمر 

ارى ان الاستمتاع بالحياه و كيف نحيا الحياه لايكلف اموال طائله ، بل يحتاج الى تنمية الذوق والحس والموهبه لدى من يقوم بالتنفيذ حتى نضمن تنمية تلك الحواس والصفات من جديد لدى الاجيال القادمه واحيائها من جديد لدى الاجيال الحاليه ، وللحديث بقية
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط