الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثم عاد التيار الكهربائي....



" تخفيف أحمال، الدولة تعد بحل الأزمة خلال أيام !، انقطاع التيار لأكثر من سبعة ساعات، أزمة كهرباء في مصر! " ... لم تكن تلك المصطلحات غير مألوفة على الآذن، بل كانت في العهد القريب جدًا، عندما كانت الكهرباء تنقطع عدة مرات في اليوم الواحد في عام 2013م ، وعلى الرغم من أننا كنا نضئ ليالي الصيف الحارة بالشموع ولكن المشهد لم يكن بهذه الرومانسية، فكان الرُضع والأطفال في المستشفيات يموتون اثر توقف الأجهزة الطبية عن العمل لساعات طويلة.
وبعد مرور ستة سنوات فقط ، تطالعنا الصحف بالأمس عن خبر صغير يخبرنا عن نجاح مصر في توقيع اتفاقية الربط الكهربائي مع قبرص لتصفه شركة يورو أفريكا القبرصية في نيقوسيا بأنة " تاريخي" وهو تصدير الكهرباء لأوروبا من خلال خطوط تحت مياه المتوسط بثلاثة الأف متر من خلال ذلك الاتفاق الذي بلغت قيمته 2 مليار دولار.

تُرى ما سبب تلك المفارقة؟ منذ سنوات بسيطة وكانت مصر تعانى من أزمة شديدة في الكهرباء وتضرر الكثير منا إثرها، ثم بدأت مصر في تصدير الكهرباء لأوروبا بعد شبكات كثيرة من الربط الكهربائي ليس فقط قبرص ولكن السودان والأردن والسعودية.
ولاسيما عدم انقطاع التيار الكهربائي في ظل زيادة الضغط والأحمال الزائدة والمكيفات في أثناء الموجة الحارة من الطقس التي شاهدتها البلاد مؤخرًا حتى تكاد تختفي الشكاوى من انقطاع التيار في أغلب الإمكان .
الحقيقة تكمن في القيادة الأمينة ،فقبل ثورة الثلاثين من يونيو كان الشعب في قبضة يد قيادة غير أمينة عليه ولا على موارده، قيادة الجماعة التي كانت ترتب أوراقها كله لصالح أهدافها الشخصية بل وكادت تسخر الشعب كله وتطيح بكل متطلباته الأساسية وتستنفذ كل قدراته لتترعرع وتمص دمائه وتعبث بموارده غير أمينة عليها، ولا ننسى في تلك الأيام ذكرى مذبحة رفح في السادس عشر من شهر رمضان والتي راح ضحيتها كثير من جنود مصر الشرفاء.
أمّا عن القيادة الأمينة فهي التي لا تخفى ثمارها، هي التي تستطيع أن تجعل من موارد الدولة كنوزًا تستثمرها ، فمنذ 2014م وبداية عهدنا الجديد وبدأت مراحل الاستفادة القصوى من مواردنا سواء في الطاقة أو الكهرباء أو الغاز، بتحقيق الاكتفاء الذاتي من المورد للسوق والاحتياجات المحلية ثم تصديره لتحقيق الربح والسيادة في الأسواق العالمية فكما حدث في ملف الغاز والذي حققنا الاكتفاء الذاتي منه ثم بدأنا تصديره لأوروبا، هكذا حدث في الكهرباء والتي بدأنا تصديرها بالفعل.
وكما نصف القيادة المصرية الحالية بأنها قيادة تتسم بالأمانة على الموارد المصرية لابد أيضًا أن نكون نحن أمناء على مواردنا التي ليس ملك لنا فقط بل ملك لأجيالنا أيضًا، عن طريق مجموعة من السلوكيات التي باتت سلوكيات الزاميه علينا جميعًا مثل ترشيد الاستهلاك والاستخدام الجيد ، وإيفاء فواتير الاستخدام الشهرية وإدراك الوعي المنشود في التعامل مع الموارد والتي هي كنوزنا الحقيقية .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط