الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بن سلمان يجري حوارا كاشفا مع الشرق الأوسط.. الحرب والسلام مع إيران.. أين تقف السعودية من سوريا واليمن والسودان.. مقتل خاشقجي.. واشنطن والرياض والمنطقة.. وخطة 2030 وتحول الاقتصاد

محمد بن سلمان في
محمد بن سلمان في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط

بن سلمان: 
*  السعودية تمد يدها بالسلام ولكن لن تتهاون مع أي تهديد
*  المشكلة في طهران وليست في مكان آخر
*  لن نضيع الوقت في معالجات جزئية للتطرف أثبت التاريخ عدم جدواها




أجرى ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط السعودية، تطرق خلالها إلى ما تشهده المنطقة من اضطرابات، وتحدث عن استراتيجية المملكة العربية السعودية في مواجهة الخطر الإيراني، كاشفا عن سياساتها تجاه مختلف الملفات مثل ملف اليمن والسودان وعلاقات الرياض بحلفائها، فضلا عن الشؤون الاقتصادية للمملكة.

وأدان ولي العهد الاعتداءات المتكررة على ناقلات النفط في مياه الخليج، والتي كان آخرها استهداف ناقلات النفط في خليج عمان يوم الخميس الماضي، وكذلك استهداف مطار أبها في المملكة.

وشدد الأمير على أن تلك الاعتداءات تؤكد أهمية المطالبات التي وجهت للمجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم تجاه سلوك النظام الإيراني في المنطقة.

وأشار إلى أن المملكة أيدت إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران، إيمانًا منها بضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفًا حازمًا تجاه إيران، وأعرب عن أمله في في أن يختار النظام الإيراني أن يكون دولة طبيعية وأن يتوقف عن نهجه العدائي.

وانتقد توظيف طهران العوائد الاقتصادية للاتفاق النووي في دعم أعمالها العدائية في المنطقة ودعم آلة الفوضى والدمار.

وأعاد التأكيد على أن المملكة العربية السعودية لا تريد حربا في المنطقة، إلا أنها لن تتردد في التعامل مع أي تهديد لشعبها وسيادتها ومصالحها الحيوية، وأنها أيضا تمد يدها دائما بالسلام بما يحقق أمن المنطقة واستقرارها.

وأضاف أن المشكلة تكمن في طهران وليس في أي مكان آخر، وأن إيران هي الطرف الذي يصعد دائما التوترات والاضطرابات في المنطقة من خلال الهجمات الإرهابية والاعتداءات الآثمة سواء بشكل مباشر أو بالوكالة من خلال المليشيات التابعة لها.

ولفت إلى أن النظام الإيراني لم يحترم وجود رئيس الوزراء الياباني ضيفًا في طهران وقام أثناء وجوده بالرد عمليًا على جهوده، وذلك بالهجوم على ناقلتين إحداهما عائدة لليابان، كما قام عبر ميليشياته بالهجوم الآثم على مطار أبها، مما يدل بشكل واضح على نهج النظام الإيراني ونواياه التي تستهدف أمن المنطقة واستقرارها.

كما شدد الأمير على دعم السعودية لكافة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، إن" ميليشيا الحوثي للأسف تقدم أجندة إيران على مصالح اليمن وشعبه"، وأن المملكة لا يمكن أن تقبل بوجود ميليشيا خارج مؤسسات الدولة على حدودها.

وأوضح بن سلمان أن هدف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والذي تقوده الرياض، لا يتمثل فقط في تحرير اليمن من وجود المليشيات الإيرانية، وإنما تحقيق الرخاء والاستقرار والازدهار لكل أبناء اليمن.

وعن العلاقات السعودية الأمريكية، أكد أنها لن تتأثر بأي حملات إعلامية أو مواقف من هنا وهناك، واصفا إياها بأنها عامل أساسي في تحقيق أمن المنطقة واستقرارها، مشيرا إلى أن الرياض تمكنت من التعايش مع حلفائها الرئيسيين على مر تاريخها، رغم وجود اختلافات طبيعية بين الدول.

وعن الوضع في السودان، وعد ولي العهد السعودي باستمرار الموقف الداعم للأشقاء السودانيين في مختلف المجالات حتى يصل السودان لما يستحقه من رخاء وتقدم، منوها بأن الرياض يهمها كثيرا أمن السودان واستقراره، ليس للأهمية الاستراتيجية لموقعه وخطورة انهيار مؤسسات الدولة فيه فحسب، ولكن نظرًا أيضًا إلى روابط الأخوة الوثيقة بين الشعبين.

وعن الأزمة السورية، أعلن الأمير أن الرياض تعمل مع الدول الصديقة لتحقيق أهداف محددة، بينها هزيمة تنظيم داعش، ومنع عودة السيطرة للتنظيمات الإرهابية، والتعامل مع النفوذ الإيراني المزعزع للاستقرار في سوريا، واستخدام الوسائل المتاحة كافة لتحقيق الانتقال السياسي وفق القرار 2254، بما يحافظ على وحدة سوريا.

عن قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، دعا بن سلمان إلى وقف استغلال مقتل المواطن السعودي سياسيا، واصفا ما حدث بـ"الجريمة المؤلمة جدا"، وشدد على أن السعودية تسعى لتحقيق العدالة والمحاسبة بشكل كامل متجاهلة ما يصدر من البعض لأسبابهم الداخلية التي لا تخفى على أحد.

وتعهد بن سلمان بأن تمضي المملكة تمضي من دون تردد في التصدي بشكل حازم لكل أشكال التطرف والطائفية والسياسات الداعمة لهما، وقال:"السعودية لن تضيع الوقت في معالجات جزئية للتطرف، فالتاريخ يثبت عدم جدوى ذلك".

وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد الأمير التزام الطرح الأولى العام لشركة أرامكو، عملاق النفط السعودي، وفق الظروف الملائمة وفي الوقت المناسب، معتبرا أن تحديد مكان الطرح أمر سابق لأوانه.

وقال:"رؤية المملكة 2030 انتقلت من مرحلة التخطيط والتصميم إلى مرحلة التنفيذ على جميع الأصعدة، وبدأنا نرى النتائج على أرض الواقع".

وأعرب عن فخره بقيادة المواطن السعودي للتغيير، رغم تخوف الكثيرين من مواجهة الرؤية مقاومة بسبب حجم التغيير الذي تتضمنه، وأوضح:"ما يحدث في المملكة ليس فقط مجموعة إصلاحات مالية واقتصادية لتحقيق أرقام محددة، وإنما هو تغيير هيكلي شامل للاقتصاد الكلي هدفه إحداث نقلة في الأداء الاقتصادي والتنموي على المديين المتوسط والطويل".

وتابع: "برامج رؤية المملكة 2030 تسهم بشكل فعّال في عملية التحول الاقتصادي... ونحن الآن ننتقل من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد يتسم بالإنتاجية والتنافسية العالمية..رؤية المملكة 2030 والبرامج المنبثقة منها شأنها شأن أي خطط استراتيجية لابد من أن تخضع لتحديث وتعديل وفق الظروف والمعطيات التي تظهر عند التطبيق، من دون الإخلال بركائز الرؤية ومستهدفاتها".