الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا تعرف عن ثورة 23 يوليو؟


سبعة وستون عامًا مرت على ثورة 23 يوليو والتي تحتفل بها بلادنا غدًا، تعاقبت عليها أجيال وراء أجيال، لكن مع الأسف الأجيال الحالية الشابة لم تحظ بالمعرفة الكافية عن هذه الثورة العملاقة، ولا عجب من أنهم لا يحملون نفس المشاعر التي يصل إليها من عاصر هذه الأيام.. ورغم أنني لم أعاصر هذه الأيام أيضًا، إلا أن عينيّ تفتحت على "رد قلبي" و"الأيدي الناعمة" من خلال السينما المصرية التي تغذي فينا هذه المشاعر وتنقلنا لمحطات لم نمر بها.

لذا، قررت أن يكون مقال اليوم "معرفي" بالدرجة الأولى لي وللشباب ولكل من يود معلومة أو تذكرة بهذه اللحظات.

ثورة 23 يوليو تحرك عسكري قاده ضباط جيش مصريون ضد الحكم الملكي في 23 يوليو 1952 وعُرف في البداية باسم "الحركة المباركة" ثم أُطلق عليها ثورة 23 يوليو عقب حل الأحزاب السياسية وإسقاط دستور 1923 في يناير 1953.

والأسباب التاريخية لقيام الثورة، كانت بعد حرب 1948 وضياع فلسطين، حيث ظهر تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري بزعامة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر وفي 23 يوليو 1952 قام التنظيم بانقلاب مسلح أبيض لم ترق به دماء، ونجح في السيطرة على المرافق الحيوية في البلاد وأذاع البيان الأول" للثورة " أنور السادات وأجبرت الحركة الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد يوم 26 يوليو 1952.

وشُكِّل مجلس وصاية على العرش ولكن إدارة الأمور كانت في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابط برئاسة محمد نجيب كانوا هم قيادة تنظيم الضباط الأحرار ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953.

قائد الحركة التي سميت فيما بعد بالثورة هو اللواء محمد نجيب وقد تم اختياره من قبل الضباط الأحرار، كواجهة للثورة لما يتمتع به من سمعة حسنة داخل الجيش وكان اللواء الوحيد في التنظيم وكان سبب انضمام الكثير من ضباط الجيش للضباط الأحرار وكان أحد أهم عوامل نجاح الثورة. ولكن سرعان ما نشأ صراعٌ بينه وبين جمال عبد الناصر، على السلطة، بعد أن رأي اللواء محمد نجيب ضرورة تسليم السلطة لسلطة مدنية منتخبة، فاستطاع جمال أن يحسمه إلى صفه في النهاية وحدد إقامة محمد نجيب في قصر زينب الوكيل حرم مصطفى النحاس باشا بضاحية المرج شرق القاهرة لحين وفاته.. وتولى جمال عبد الناصر بعد ذلك حكم مصر من 1954 حتى وفاته عام 1970 واستمد شرعية حكمه من ثورة يوليو.

وللثورة مبادئ لم تُعلن إلا عام 1956، وهي القضاء على الإقطاع.. القضاء على الاستعمار.. القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم.. إقامة جيش وطني قوي.. إقامة عدالة اجتماعية وأخيرًا، إقامة حياة ديمقراطية سليمة.

وأعضاء مجلس قيادة الثورة، هم: محمد نجيب (رئيس)، جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر، يوسف صديق، حسين الشافعي، صلاح سالم، خالد محيي الدين، زكريا محيي الدين، كمال الدين حسين، عبد اللطيف البغدادي، عبد المنعم أمين، محمد أنور السادات وجمال حماد.

ومن أهم إنجازات ثورة 23 يوليو، على الصعيد السياسي: تأميم قناة السويس، استرداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة على أيدي المستعمر المعتدي، السيطرة على الحكم في مصر وسقوط الحكم الملكي، إجبار الملك على التنازل عن العرش ثم الرحيل عن مصر إلى إيطاليا، إلغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية، توقيع اتفاقية الجلاء بعد أربعة وسبعين عاما من الاحتلال، بناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين، إلغاء دستور 1923 في ديسمبر 1952 وإعلان اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية في 18 يونيه 1953 كأول رئيس للجمهورية المصرية.

ومن الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية، أنها كانت العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية، وتمثل ذلك في إصدار قانون الملكية يوم 9 سبتمبر 1952، كما قضت على الإقطاع وأنزلت الملكيات الزراعية من عرشها.. تمصير وتأميم التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب.. وإلغاء الطبقات بين الشعب المصري.. كما حررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي، وقضت على السيطرة الرأسمالية في مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي.. وأهم إنجاز كان إنشاء السد العالي 1971.

وعلى الصعيد العربي، إبراز أن قوة العرب في الوحدة العربية.. وللثورة تجربة في الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958.. وقامت الثورة بعقد اتفاق ثلاثي بين مصر والسعودية وسوريا ثم انضمام اليمن.. الدفاع عن حق الصومال في تقرير مصيره.. كما ساهمت الثورة في استقلال الكويت.

وأصبحت مصر قطب القوة في العالم العربي، فساعدت مصر اليمن الجنوبي في ثورته ضد المحتل حتى النصر وإعلان الجمهورية.. كما ساندت الثورة الشعب الليبي في ثورته ضد الاحتلال.. ودعمت حركة التحرر في تونس والجزائر والمغرب حتى نالوا الاستقلال.. كما دعمت الشعب العربي في دولة الأهواز المحتلة في نضاله من أجل الحرية والاستقلال.

وعلى الصعيد العالمي، كان أبرز إنجازاتها: تشكيل حركة عدم الانحياز مع يوغسلافيا (السابقة) بقيادة الزعيم جوزيف بروز تيتو ومع الهند بقيادة جواهر لال نهرو مما جعل لها وزن ودور ملموس ومؤثر على المستوى العالمي.. كما وقعت صفقة الأسلحة الشرقية عام 1955 والتي اعتبرت نقطة تحول كسرت احتكار السلاح العالمي.

وأصبح للأزهر الدور الأبرز في نشر الدعوة الإسلامية في أفريقيا وآسيا، ودعت الثورة إلى عقد أول مؤتمر لتضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية في القاهرة 1958.

من كل قلبي: نتمنى أن يفهم شبابنا ويعي قيمة وطننا، ولكنني لا ألوم عليه، فالعيب على من هم قائمون على توعيتهم، فمن المفترض الاستعانة بشتى الوسائل، وليس فقط الاكتفاء بالكتاب المدرسي وبعد زوال وقت الامتحان لا يتذكر الطالب أي معلومة سوى أنه حفظها ليدونها فقط في كراسة الإجابة، لكنه لم يفهم قيمة وطنه أو حتى معنى المواطنة، وأقول قولي هذا والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط