الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أول مسجد في الإسلام.. وضع أساسه الرسول وجدده أمير المؤمنين واعتني به السلطان

مسجد قباء
مسجد قباء


كشف د محمد عبد اللطيف أستاذ الأثار الإسلامية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق قصة مسجد قباء بالمدينة المنورة،والذي يعد من أبرز الأماكن التاريخية التي يتردد اسمها كل عام مع اقتراب موسم الحج الي بيت الله الحرام في السعودية.

وقال عبد اللطيف لصدي البلد:قباء من ضواحى المدينة المنورة فى الجهة الجنوبية الغربية فى اتجاه مكة ، وذلك على الطريق المسمى طريق الهجرة،وهذا الطريق هو الذى سلكه الرسول الكريم محمد"ص"بعد خروجه من مكة فى طريق هجرته إلى يثرب أو إلى المدينة المنورة وكان معه سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه.

وتابع:ويعتبر مسجد قباء هو أول مسجد فى الإسلام، وقد تم اختيار مكانه بمعرفة المهاجرين والأنصار وذلك قبل وصول النبي الكريم إلى المدينة المنورة، ويقال أيضًا أن مكانه تم اختياره بمعرفة الرسول"ص"قبل دخوله إلى المدينة،ولكن المهم فى ذلك أن هذا المسجد تشرف بأن الرسول"ص" قام بوضع أساس بنائه وشارك فيه.

وظل مسجد قباء على حاله حتى تم تجديده فى عصر أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه وزاد فى مساحته وتجميله ، كما أن الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموى قام بتكليف والى المدينة عمر بن عبد العزيز فى الفترة من 87 – 93 هـ/ 705 – 711م بأن يجدد بناء مسجد قباء فعمل ذلك وأقام به مئذنة ، وهو يعتبر أول من عمل مئذنة لمسجد قباء.

وأوضح عبد اللطيف أن قام الكثيرون بأعمال تجديد فى مسجد قباء إلا أن أهمهم فى ذلك هو السلطان قايتباى وهو الذي قام أيضًا بتجديد المسجد النبوى الشريف ، ولكنه اعتنى بمسجد قباء أيضًا عناية خاصة،فأعاد بناء مئذنته بعد سقوطها ورمم المسجد بالكامل، كما أضاف إليه محرابا جديدا من الرخام ، وظل هكذا حتى تم تجديده بالكامل فى عهد السلطان العثماني محمود الثانى سنة 1245 هـ/ 1829م وأتمه ابنه السلطان عبد المجيد.

وقال: أما فى عام 1388 هـ/ 1968م فقد تم تجديد مسجد قباء تجديدًا شاملًا وذلك فى عهد الملك فيصل بن عبد العزيز،وتمت زيادة مساحته وخاصة من الناحية الشمالية وعمل مدخل للنساء، وكذلك تم إدخال المئذنة ضمن مساحة المسجد وأصبح المسجد بعد هذه التجديدات مربع الشكل طول ضلعه 40م ومساحته 1600 متر.

أما مسجد قباء بوضعه الحالى فيعود إلى آخر تجديدات تمت به وهى فى عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز وذلك فى عام 1410 هـ/ 1989م،وقد روعى فى هذا التجديد أن يكون المسجد قريبًا من تصميمه القديم ، كما أنه تم الإبقاء على المنبر والمحراب وكل المعالم القديمة بعد أن تم تجديدها ، وقد تمت مضاعفة مساحة مسجد قباء فى هذه التجديدات إلى خمسة أضعاف المساحة السابقة بحيث أصبحت ستة آلاف متر مربع.

وأضاف: وأصبح يستوعب تسعة آلاف مصلى فى وقت واحد ومكان لصلاة النساء يستوعب ألف مصلية فى وقت واحد أيضًا،وفوق البناء الضخم ترتفع ست قباب كبيرة يحيط بها قباب صغيرة يبلغ عددها 56 قبة،ويوجد فى الأركان الأربعة لمسجد قباء أربعة مآذن رائعة متماثلة فى شكلها ويبلغ ارتفاع الواحدة منها 47 متر.