الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرجل في عين المرأة


تختلف النساء كما الرجال، فبعضهن يملن إلي الرجل الوسيم الجذاب الذي يُلفِت نظر الجميع بجسده المقسم إلي عضلات مدروسة ، وشعره المنسق وبشرته اللامعة ، فتنبهر به الفتيات والنساء علي حد سواء ، وتقضي كل فتاة محبة لأمثال هؤلاء من الرجال وقتها في التخطيط والتدبير للإيقاع بأحدهم والانتصار علي الأخريات وخصوصًا إذا صاحبت تلك الوسامة المال والنسب والسلطة . وتتغلب أذكاهن علي نظيراتها في الاستحواذ عليه حتي ولو كانت بلا مقومات جذابة كفتاة يلهث وراءها الجميع.

نوع آخر من النساء لا تهتم بذلك الوسيم قدر اهتمامها بالمال فتلهث وراء الرجل الغني مهما كان شكله أو حجمه أو صفاته المهم أن تصل إلي الهدف المنشود حتي ولو كان يكبرها في العمر ليصل الفرق إلي الفرق بين الرجل وابنته ، فالمال هو الهدف الوحيد ، فتسعي للفوز به مهما كانت التضحيات ومهما تعددت زيجاته وكثر عدد أولاده، المهم أن تحيا حياة الأغنياء وتستخدم كل أسلحتها للاستحواذ عليه والسيطرة الكاملة التي قد تصل أحيانًا إلي تخليه عن زوجته الأصلية وأولاده.

وأخريات يبحثن عن الحب ويقدمن تضحيات متعددة للوصول إليه، قد تتحمل الفتاة الفقر وضيق الحال في سبيل الحياة مع من تحب المهم في النهاية أن تحيا تلك الحالة النفسية الحالمة المصاحبة لتلك المشاعر الأسطورية والحياة الوهمية التي يخلقها الحب فترضي بالقليل وتتعايش مع الصعاب إلي أن تتغير مشاعرها فتنقم وتترك خلفها تلك الحياة وتبدأ من جديد، أو أن تستمر بها الحياة في حال استمر الحب فتتحمل وتكتفي بذلك الشغف وتلك الشرارة التي تغذي القلوب.

وتتعدد الأنواع ، والأكثر انتشارًا فيها هو النوع الذي يرغب في الحياة في ظل رجل للشعور فقط بالأمان والاستقرار والمودة وتكوين أسرة وإنجاب أطفال دون طموحات أخريَ فيتنازلن عن الجمال والمال والحب ويُفَكِرْنَ فقط في الاحتماء في رجل علي أمل استمرار الحياة ، فيتحملن الكثير ويتضغاضين عن الكثير ، منهن من تحصل علي غايتها ومنهن سيئات الحظ ، فتنتهي الحياة بالانفصال والألم والوحدة .

والنوع الحالم من النساء يحلمن بذلك الرجل البطل الأسطوري الذي يحقق المستحيل ويقدر علي تحدي الصعاب فتظل الأحلام هي المحرك الأساسي لقلوبهن، فإذا التقت إحداهن برجل الأحلام تشعر بالسعادة اللامتناهية وإذا فقدت الحلم تحيا حياة بلا معني ، قد تتزوج وتنجب وتستقر ولكنها لا تشعر بالرضا إلا إذا حصلت علي مبتغاها.

والمثبت نجاحه علي مر العصور ، هو الابتعاد عن الأحلام قدر المستطاع ومراقبة الواقع واختيار الرجل وفقًا لطبيعة الظروف المحيطة والتكافؤ مع وجود قدر من مشاعر الاحترام والتقدير وربما الإعجاب ، فالاعتدال في الاختيار يضمن قدرا من النجاح وأهم الشروط هو اختيار من يتق الله في المرأة ويصونها ويحافظ عليها في السراء والضراء ، فالتقوي تضمن الاستمرارية وتحقق الراحة للجميع حتي ولو لم يتمتع الرجل بصفات فارس الأحلام الذي تصوره الأفلام والأساطير، وحتي لو كان محدود الدخل ولا يتمتع بقدر من الوسامة التي تلهث خلفها العديد من النساء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط