الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد نبيل يكتب: في ذكرى عرض إسماعيلية رايح جاي.. كل هذا النجاح في عام سينمائي قاحط

فيلم إسماعيلية رايح
فيلم إسماعيلية رايح جاى

عانت السينما المصرية خلال عام 1997 من تراجع حاد على المستوى الرقمى لإنتاج الأفلام، ووصلت بالكاد إلى الرقم 16، وهى نتيجة منطقية للانحدار الذى صاحب السنوات السابقة، ففى عام 1993 عرض 53 فيلما، وعام 1994 تم عرض 35 فيلما، وعام 1995 عرض 31، ليصل عدد الأفلام التى تم انتاجها عام 1996 إلى 28 فيلما.

ومع التراجع الكبير فى العدد، كان ثمة تراجع موازٍ على مستوى القيمة الفنية لكثير من الأعمال المطروحة، فى غياب الأسماء الكبيرة فى عالم الإخراج وفى مقدمتهم محمد خان، داود عبد السيد، خيرى بشارة، يسرى نصرالله، على عبد الخالق، ورضوان الكاشف، وظهرت أفلام متواضعة فى هذا العام بحجم "استقالة ضابط شرطة" للمخرج محمد مرزوق، وقام ببطولته الشحات مبروك، أحمد آدم، ونهلة سلامة، بجانب الأحداث المكررة للبطلة المقهورة التى تنتهى على القمة فى أفلام "امرأة فوق القمة" من بطولة نادية الجندى وإخراج أشرف فهمى، و"امرأة وخمسة رجال" من بطولة فيفى عبده وإخراج علاء كريم، مع فيلم الارتجال الهزيل "يا نحب يا نقب" من بطولة فاروق الفيشاوى، المنتصر بالله، أحمد آدم، علا رامى، وإخراج عبد اللطيف زكى.

ولكن العام نفسه شهد عرض فيلمين من اهم الأفلام التى يمكن أن توضع فى ذاكرة السينما المصرية بشكل عام، الأول هو "المصير" للمخرج يوسف شاهين، والذى عرض فى مسابقة مهرجان كان السينمائى الدولى الرسمية، وهو من تصوير محسن نصر، مونتاج رشيدة عبد السلام، موسيقى يحي الموجى، وكمال الطويل، وبطولة نور الشريف، صفية العمرى، محمود حميدة، محمد منير، خالد النبوى، هانى سلامة، عبد الله محمود، روجينا، انجى اباظة، بالإضافة إلى النجمة ليلى علوى التى شاركت فى نفس العام ضمن أفلام "حلق حوش"، و"تفاحة".

أما عن الفيلم الثانى فكان "اسماعيلية رايح جاى" الذى تم طرحه فى دور العرض لأول مرة بتاريخ 25 أغسطس، وبعد أسبوع واحد فقط من عرض فيلم "المصير"، استطاع أن يحصد الأخضر واليابس على مستوى الإيرادات وينال نجاحا جماهيريا منقطع النظير، وهو من إخراج كريم ضياء الدين، سيناريو وحوار أحمد البيه، تصوير كمال عبد العزيز، موسيقى يحيى الموجى، ومونتاج عادل منير، ومن بطولة محمد فؤاد، حنان ترك، حمدى غيث، كريمة مختار، خالد النبوى، وعزت أبو عوف، بجانب النجم الصاعد وقتها محمد هنيدى والذى شارك فى نفس العام بأفلام "حلق حوش"، و"بخيت وعديلة"، و"سمكة وأربع قروش".

فيلم المصير كان من بين الأعمال التى رصدت له ميزانية دعائية كبيرة بالتزامن مع طرحه، ولكن مشاركته فى مسابقة مهرجان كان السينمائى الدولى أعطى للجمهور انطباعا عاما بأنه فيلم مهرجانات ولاسيما أنه لم يكن يتعاطى مع أفلام يوسف شاهين فى هذه الفترة بطريقة سلسلة وعادلة إن صح التعبير، ومع انتشار الأخبار المغلوطة بأن الفيلم حصد جائزة السعفة الذهبية فى المهرجان الفرنسى، التى كان قد منحها المهرجان بشكل تقديرى للمخرج الكبير، لم تسر الأمور فى نصابها الطبيعى.

لكن السبب الأهم والأبرز ربما طرح فيلم "إسماعيلية رايح جاى" بعد المصير مباشرة، وهو ما أودى به إلى النسيان "مؤقتا"، برغم عدم وجود الكثير من نقاط القوة الملموسة فى الفيلم المحورى، لكنه أزاح فى حقيقة الامر جيلا كاملا من النجوم، وقدم وجوها صاعدة، سرعان ما تصدرت شباك التذاكر، حتى أنه يؤرخ للسنوات التالية، بأنه عصر محمد هنيدى، وبعد أن كان الفيلم فى ثلاث سينمات فقط مع بداية عرضه، تهافت عليه الجمهور ووصل عرضه إلى حوالى 15 شاشة وهو رقم كبير فى ذلك الوقت، حيث ظل يعرض فيلم حلق حوش وقت طرحه فى 3 إلى 4 شاشات فقط، وكانت تستحوذ النجمة نادية الجندى فى نفس العام على 11 شاشة كونها "نجمة الجماهير" والقادرة على جنى الإيرادات أمام الممثلين الرجال أمثال عادل إمام وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز ونور الشريف.

استطاع "إسماعيلية رايح جاى" تحقيق حوالى 15 مليون جنيه، برغم تواضع ميزانية إنتاجه، ولأسباب فى الأغلب تخص مزاج الجمهور وجد ضالته فى شكل مختلف عن السائد، ونجاح خلطة الفيلم نفسها فى وجود الاسم الأشهر بين الأبطال محمد فؤاد وأغانيه وعلى رأسها “كمانّانا” صاحبة النجاح الكبير، وكوميديان شاب له حضور طاغٍ على الشاشة فى أدوار متناثرة هنا وهناك، ورغم الانتقادات التى وجهت إلى طريقة إخراج الفيلم التى افتقدت فى كثير من الأوقات لفقر فى الخيال، إلا إنه يظل واحدا من بين العلامات الفارقة والمحورية فى سينما التسعينيات.