الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واقعة مريبة في مترو الأنفاق !!


منذ أسبوع أو أقل قليلًا، قامت سيدتان منتقبتان بالتعدي على فتاة في مترو الأنفاق، ما يشكل تحديا خطيرا على مستوي الأمان الشخصي للمرأة أو حتى على مستوي المتابعة الأمنية.

إذ تعرضت احدى الفتيات أثناء استقلالها لمترو الأنفاق، للتعدي عليها من قبل هاتين السيدتين، حيث قامتا بجذبها من شعرها وقصه بمقص وذلك أثناء انطلاق المترو.. ما يعتبر تعديا صارخا على الحرية الشخصية والأمن الشخصي للنساء، فكيف تسنى لهاتين السيدتين أن تقوما بهذه الفعلة وعلى مرأي ومسمع من النساء الأخريات اللاتي شهدن الواقعة.. فبأي دين أو منطق خولا لنفسيهما أن تقوما بذلك.

في الحقيقة، وصلتني هذه الرسالة من المركز المصري لحقوق المرأة، والذي ترأسه العزيزة الدكتورة نهاد أبو القمصان، وتجمعني بها علاقة طيبة منذ بدايات عمل المركز وشهدت لها كما يشهد لها الجميع بتبنيها لقضايا المرأة منذ ما يقرب من 15 عشرة عامًا أو أكثر قليلًا ولا أحد يستطيع أن ينكر تتبعها للكثير من القضايا والمخالفات أو العنف الذي يقع على المرأة، وقد حارب المركز في الكثير من القضايا، إلى جانب المجلس القومي للمرأة، في تقصي الحقائق والوقوف عليها من أجل عيش أفضل وحياة أكرم للمرأة المصرية.

وطالب المركز بضرورة التحقيق في هذه الواقعة، لاتخاذ الإجراءات حيث تُعد هذه الحادثة انتهاك صارخ للحرية الشخصية والأمن الشخصي للنساء، ويشكل تحديا أمنيا كبيرا قد يضطر بعض الفتيات والسيدات إلى حمل أشياء مثل "صاعق أو سلاح أبيض" لمواجهة مثل هذه الاعتداءات التي لا يمكن السكوت عنها.

ما فعلته السيدتان يمكن تكراره مرات، طالما أنهما مطمئنتان من الإفلات من أي عقاب, خاصة في ظل ارتدائهما للنقاب الذي يخفي هويتهما, فلا تستطيع أي فتاة تتعرض للأذى على أيديهما في التعرف إليهن، أو حتى التفكير في تحرير محضر.

لذلك يطالب المركز، باتخاذ كافة الإجراءات لمواجهة مثل هذه الوقائع الإجرامية, ونحن نعلم أن ارتداء النقاب، يشكل تحديا أمنيا كبيرا حيث يخفي هوية مرتكب أي واقعة.

وتُدين نهاد أبو القمصان، رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة ما تعرضت له الفتاة من عنف وأذى جسدي ونفسي، وتطالب بزيادة دور الداخلية خاصة في الأماكن شديدة الازدحام مثل مترو الأنفاق، وزيادة كاميرات المراقبة لضبط كل من يقوم بانتهاك حريات الآخرين، وللحفاظ على الأمن الشخصي للنساء.

من قلبي: ما أخشاه في حقيقة الأمر، هو أن يكون وراء هذه الواقعة أغراض أبعد من التعدي على فتاة، وإنما لبث الرعب أو نشر تصور حول غياب الأمن للتقليل من الجهود المبذولة من الجهات الأمنية لمواجهة التعديات ونشر الأمن. والأحداث التي قامت بها المنتقبات مؤخرًا، يمكنكم مطالعتها عبر المواقع الإخبارية، وآخرها كان على موقع "صدى البلد" الموقر منذ يومين، بعنوان: "بسبب شبشب.. علقة ساخنة لسيدتين منتقبتين بالأقصر".

أدعو، إلى جانب المركز المصري لحقوق المرأة، اعتبار هذه الواقعة تحديا أمنيا على المستوي الشخصي والعام, كما أرى أنه يستلزم المناقشة الجادة لقضية ارتداء النقاب كحرية شخصية وقضية الأمن الشخصي والعام للمجتمع وما قد يسببه النقاب من انتشار الجريمة بلا قدرة على تتبع فاعلها أو رصده بالكاميرات التي لا تستطيع إظهار هوية شخص تحت الغطاء.

من كل قلبي: لا أحد ينكر أن ارتداء النقاب هو حرية شخصية، ولكن إذا كانت فريضة الحج قد أقرّت كشف الوجه والكفين في أداء الحج والمناسك، فأعتقد أن مسألة الأمن وكشف الهوية، لا يقلّان أهمية في ذلك السياق، فبإمكان المسئولين مطالبة هؤلاء المنتقبات كشف هويتهن للكاميرات، لتسهيل الكشف والتحقيق، في حال وقوع أي جريمة تُلحق الضرر بالأمن العام، وأعتقد أنه لا ضرر ولا ضرار.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط