الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشموع السوداء والباب المفتوح.. أفلام صالح سليم لا يشاهدها أبناؤه

الراحل صالح سليم
الراحل صالح سليم

ملامح حادة، وأسلوب قد يبدو صارما، إلا أنه على المستوى الشخصي كان حنونا رقيق القلب، كل شئ لديه بنظام حتى في تربية أبنائه، حيث اتبع الراحل المايسترو صالح سليم قواعد ربى بها ابناءه.

كان صالح سليم، الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده الـ ٨٩، حنونا جدا معهم، تارة أب، وأخرى صديق، وأخرى معلم، اهتم أن ينشئ ابناءه على قيم يتبعونها طيلة العمر، وكان أهمها كل مسئول عن قراره، «الراجل يستحمل قراره» كانت هذه القاعدة التي اتبعها معهم، فلم يتدخل المايسترو مطلقا في أي قرار لابنائه قط، ودائما ما كان ينصحهم بضرورة اتخاذ قراراتهم الخاصة "عشان متغلطش وتقول حد السبب"، كما أوضح الفنان هشام سليم في أحد الحوارات التليفزيونية.

علمهم الصراحة أيضا، فلم يخجل الابن الأصغر هشام في أن يبدي رأيه بصراحة في أداء والده كممثل في فيلم «الشموع السوداء»، حيث تحدث في إحدى المرات مع والده عن دوره بهذا الفيلم وقال له "أداؤك لما فتّحت نفسه وأنت أعمى"، تعجب صالح من هذا التعليق وتابع هشام: "أنت ملحقتش التعبان..روي هو اللي لحق التعبان هو البطل".

كان يعامل صالح ابناءه من بعد اتمامهم لعامهم الـ 14 كصديق لهم، لا خجل، ولا خوف، كانوا يتحدثون في كل الأمور كأصدقاء، حتى أن هشام خلال إحدى رحلاته لأمريكا قد تناول مادة مخدرة وحين عاد إلى مصر أخبر والده، فسأله صالح "حسيت بإيه !"، أجاب هشام بكل الأعراض التي حدثت وقال: "حسيت بنشاط وقوة، ومنمتش لمدة 24 ساعة مع صداع رهيب، وبعدها نمت 24 ساعة مع أعراض إسهال"، فأجابه صالح برد لم يتوقعه وهو أنه طالما روى هذه الاعراض فلن يكررها مجددا وقال لهشام "أنا مبسوط منك".

رغم أدواره القليلة كممثل والتي قد تكون فرصة لأن يراه ابناؤه ومحبوه إلا أن هشام لم يفضل مشاهدة أي منها بعد وفاة المايسترو، فوجود صالح سليم في فيلم «الباب المفتوح» كان جزءا من نجاحه، خاصة الصرامة التي استمرت طوال الفيلم حتى تتحول في النهاية لحنان ورقة، هذا الحنان الذي دائما ما تعامل به صالح مع ابنائه وكلما يراه هشام يشعر بحنين جارف إلى والده، فتوقف عن مشاهدتها.

كذلك في فيلم «الشموع السوداء» حينما أبصر صالح سليم هرع إليه فؤاد المهندس ليؤدي حركة كان يمزح بها سابقا، وهي حين ضربه بكف يده برفق على رقبته، هذه الحركة كان يفعلها صالح سليم في الحقيقة مع ابنه هشام لأن رقبته كانت طويلة فكان يداعبه بها.