د. مجدي بدران يكتب: تأثير وجبة الإفطار على النمو والمناعة والأداء المدرسى

تعد مرحلة التعليم الابتدائى من أهم مراحل النمو والتكوين العقلى لدى الأطفال. تؤكد 45 دراسة أن تناول وجبة الإفطار يفيد فى تحسين الوظائف المعرفية المتعلقة بالذاكرة واختبارات الذكاء. وجبة الإفطار تحسن الأداء في الفصول الدراسية ، و تعزز القدرات الذهنية ، إذ تقوي الذاكرة ، و تحسن التركيز،و تعزز الحصول على درجات أعلى و التفوق فى الدراسة ، و تزيد من السرعة و النتائج فى اختبارات الذكاء ، و تزيد من مهارات حل المشاكل ، و تزيد التنسيق بين العين و عضلات اليد .

كما تفيد وجبة الإفطار فى زيادة القدرة على التحمل و المشاركة في النشاط البدني ، و تزيد من ارتفاع كمية الكالسيوم المتناولة يوميا، و تعين على أداء أفضل فى الملعب ، و الالتزام بالنظام و التعليمات فى المدرسة، و ترفع المناعة و تقلل من الغياب الناتج عن تكرار العدوى.

علاوة على ذلك ، ترتبط وجبة الإفطار بصحة أفضل ، و انخفاض مستويات الكوليسترول في الدم ، و الوقاية من السمنة ، و استهلاك أقل من الدهون خلال اليوم ، و استهلاك أكثر للفواكه والخضروات ، و ارتفاع استهلاك الألياف يوميا . الأطفال الذين يتناولون وجبة الإفطار في المدرسة أقل تأخيرًا في الحضور للمدرسة ، وأكثر اتباعا للتوجيهات المدرسية، كما يقل لديهم المشاكل النفسية و معدل تمرضهم . الإفطار يساعد في الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم فى حدود المعدلات الطبيعيه فى الأطفال و المراهقين .

هل لا بد من تناول الأطفال الإفطار بعد الإستيقاظ ؟ أربعة عوامل تقلل من نشاط المخ فى الأطفال فى الصباح ، وهى أن التمثيل الغذائى للجلوكوز في المخ أعلى فى الأطفال مقارنة بالبالغين، و هو فى الأطفال من عمر أربع سنوات إلى عشر سنوات ضعف البالغين ، ولا يصل لمعدلات البالغين إلا بعد عمر 18 سنة ، و متوسط تدفق الدم إلى المخ أعلى في الأطفال مقارنة مع الكبار ، و إستهلاك المخ للأكسجين أعلى في الأطفال مقارنة مع الكبار ، و فترة النوم فى الأطفال غالبا أطول من الكبار . بسبب الأربعة عوامل السابقة يقل الجليكوجين غالبا فى الأطفال فى الصباح بعد النوم ، مما يحتم تناول وجبة الإفطار لتوفير الجلوكوز للمخ ، لإنتاج الطاقة اللازمة للقيام بنشاطه بكفاءة .

التنشئة على الالتزام بتناول وجبة الإفطار يعنى الاهتمام بالصحة و اتباع أنماط حياتية صحية عند الكبر . الوجبة المدرسية عنصر مشجع لعدم تسرب الطلاب ، لا سيما في المرحلة الابتدائية، إضافة إلى انعكاساتها على الصحة المدرسية .

إهمال وجبة الإفطار بالمنزل يزيد من فرص تناول الأطفال للمأكولات المصنعة والمشروبات الغازية أثناء تواجدهم في المدرسة ،وهذه تمدهم بالطاقه الفارغه لاحتوائها على الدهون والسعرات الحرارية بكميات عالية جدًّا ؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة والأنيميا . عدم تناول وجبة الإفطار يزيد من هرمون الجوع و بالتالى تناول كميات أكبر من الطعام و السعرات الحرارية ، ومن فرص تناول أغذية سريعة غربية النمط ، و مشروبات صناعية محلاة .

الأطفال الذين لا يتناولون وجبة الإفطار أكثر عرضة لأن يكونوا من أنصار قلة الحركة والنشاط البدنى ، وإنخفاض اللياقة البدنية ، و كفاءة الجهاز التنفسي و القلب . الإفطار الصحى يقلل من خطر الإصابة بالبدانة لدى كل من البالغين و الأطفال ، و إغفال الإفطار عامل خطر رئيسي للسمنة و زيادة الوزن .

التلاميذ لا يتناولون طعام الإفطار بسبب الانشغال العائلي ، أو الاستيقاظ من النوم متأخرًا ، أو غياب الثقافة الغذائية فى الأسرة . لذا يجب توفير الفرصة لتناول وجبة الإفطار في المدرسة للطلاب الذين لا يتمكنون من تناولها في منازلهم . من مواصفات وجبات الإفطار ألا تتجاوز كمية الدهون نسبة 30% من طاقة الطعام اليومي، و لا تتجاوز الدهون المشبعة نسبة 10% منها ، وأن يُقدم الإفطار ربع الكمية اليومية اللازمة من البروتينات والكالسيوم والحديد وفيتامينات أ و سي. يفضل أن تشمل وجبة الإفطار سكريات مثل عسل النحل أو المربي‏،‏ و لا مانع من البقول يوميا لأنها توفر الجلوكوز فى النصف الثانى من اليوم الدراسى ، وتوفر البروتين و الحديد بثمن اقتصادى ،و يجب عدم ملء المعدة حتى لا يتم سحب الدم بعيدا عن المخ تجاه الأمعاء .‏

الإفطار يوفر فرص هامة لتناول المغذيات الدقيقة ، فالأطفال الذين يحرصون على تناول الإفطار يوميا لديهم مستويات أفضل فى الحديد، و فيتامينات ب (حمض الفوليك، و فيتامين ب 1، و الريبوفلافين و النياسين، و فيتامين ب 6، وفيتامين ب12)، و فيتامين د .من الأهمية أيضا صنع سندوتش صحي للطالب لتناوله فى المدرسة ، و الأولويه للخبز البلدى ، مع البيض المسلوق أو المقلى مع طماطم أو خيار أو خس ، أو الفول مع الطماطم أو مع البيض ،أو اللحم المفروم بدون أو مع البيض ، أو طعمية مطهوة بالمنزل مع سلاطة الخضراوات ، أو جبن مع الطماطم أو الخيار أو الخس أو قطع الفلفل ، أو مربى فاكهه محضرة بالمنزل ، أو حلاة طحينية.