- محاولاته الكاذبة ضد مصر.. محاولة لشد الأنظار بعيدًا عن المعارضة الساحقة ضده
- مظاهرات نسائية تندد بالاعتداءات الجنسية والعنف ضدها في تركيا
- روسيا أوقفت أحلام أردوغان من إزالة بشار الأسد من حكم سوريا
- موسكو.. ضربت في مقتل مزاعم الديكتاتور ضد الأكراد
حالة فريدة من العنف والديكتاتورية والقمع يمثلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بلاده ومحيطه الإقليمي، فالرجل الذي حمله يومًا شعبه صار اليوم يطالب برحيله، بعدما تحول إلى ديكتاتور بامتياز، يصر على إذلال نساء بلاده وعدم الدفاع عنهن بقوانين تمثل حماية لهن من تغول اجتماعي لمفاهيم خاطئة تبتعد كل البعد عن الدين والعرف والتحضر، هذا علاوة على إغراق الرجل لتركيا بديون واقتصاد "مهموم"، وجولات خارجية فاشلة، كان أبرزها ما حدث مؤخرًا في ساحات الأمم المتحدة ضد مصر والعرب، بمحاولته استدعاء ملف الحقوق والحريات، وهو صاحب اليد الطولى في القمع والتنكيل بالآلاف الذي يجاوز عددهم الربع مليون، معتقل ومُبعد ومهجر ومقتول، في حالة فريدة من المآسي، التي تجمعت بسبب شخصٍ واحد.
نساء تركيا لم ولن تسكت على قمعهن وعلى القمع العام الممارس ضدهن وضد الرجال إذا ما خرجن يطالب بإزاحة الديكتاتور، لكن خروجهن خلال الساعات الماضية كان انتفاضة نسائية ضد الظل الحكومي والظلم الاجتماعي الواقع على كثيرات.
ونددت مئات النساء في مظاهرة نسائية بإسطنبول، بالاعتداءات الجنسية والعنف الذي تتعرض له المرأة في تركيا، محملين حكومة العدالة والتنمية المسئولية الكاملة في التراخي والعجز عن مواجهة هذه الظاهرة، التي تتفاقهم يوما بعد يوما بحسب التقارير الإعلامية والمنظمات الحقوقية المحلية المدافعة عن المرأة.
وتعاني النساء في تركيا من التعرض لكل أشكال جرائم العنف، إذ تقول إحصائيات الأمم المتحدة إن قرابة 40 بالمائة من النساء الأتراك يتعرضن لعنف بدني أو أسري من شريك الحياة.
وأطلقت المتظاهرات الغاضبات هتافات مناهضة ورافضة للعنف مثل "أوقفوا قتل النساء"، و"لا تتفرجوا على هذا العنف، افعلوا شيئا لوقفه".
واعتبرت المتظاهرات أن تغاضي السلطات التركية وعدم التصدي لظاهرة الاعتداء ضد المرأة، هو السبب الرئيس وراء انتشار واستفحال هذه الظاهرة.
وتشهد تركيا من وقت لآخر حوادث عنف متكرر تتعرض لها العديدة من النساء، أحدثها حادثة مينة بولوت، التي ماتت طعنا بكسين من قبل زوجها إثر شجار بينهما حصل في مقهى في مدينية كيريكالي في وسط البلاد أمام ابنتهما البالغة العاشرة من العمر.
وقالت إحدى منظمات المظاهرة، غامزي أوزتورك: "لقد تسبب قتل أمينة بولوت بموجة من الإحباط في المجتمع. ولا تزال كلماتها الأخيرة تتردد في آذان جميع النساء في تركيا : لا أريد أن أموت".
وأثارت جريمة القتل موجة إدانة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ودعوات لتشديد الإجراءات لمنع أعمال العنف بحق النساء.
وخلال الأشهر الثمانية الأخيرة، قتلت 284 امرأة في تركيا بينهن 40 خلال شهر أغسطس وحده، كما قتلت 440 امرأة خلال العام 2018، بحسب تقديرات المنظمات المدافعة عن حقوق النساء في تركيا.
بينما قُتلت 409 نساء على أيدي شركائهن أو أحد أعضاء العائلة عام 2017 وحده، بزيادة قدرها 75 بالمائة عن عام 2013، وفقا لمنظمة رقابية تدعى "سنوقف قتل النساء".
وبينما تلعب حكومة أردوغان بكرة المساومات التي تدحرجها مرة باتجاه التقارب مع أمريكا وإسرائيل ومرة أخرى بعكسهما إذا ما على صوت حق النضال الفلسطيني وتساوم أوروبا بملايين اللاجئين السوريين ليقدموا لها المال والمزايا واللعب مع أمريكا "لعبة سلاحكم أو سلاح روسيا"، وقع أردوغان في فخ أعماله رهينة روسيا التي أحكم فيها بوتين قبضته على السلطان المزعوم.
وأكد الباحث الأكاديمي والكاتب التركي جوكهان باجيك، أن تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان دخلت تحت الوصاية الروسية منذ أن أسقطت الطائرات التركية طائرة حربية روسية فوق الحدود السورية في عام 2015.
ووصف باجيك، وهو خبير في العلاقات الدولية، في مقال نشرته صحيفة "أحوال"، العلاقات الثنائية بين تركيا وروسيا بـأنها شراكة غير متكافئة، محذرا من أن الوصاية الروسية على الحكومة التركية تؤثر حتى على السياسة الداخلية في تركيا.
وفيما يتعلق بالأبعاد الدولية لوصاية موسكو على أنقرة، لفت الأكاديمي التركي إلى أن الرئيس التركي لا يبدو أنه سيتخلى عن شراء منتجات الدفاع الروسية، على الرغم من الانتقادات المتزايدة من حلفائه الغربيين.
واعتبر أن أردوغان يسعى لاستخدام علاقاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين كورقة ضغط على الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، إلا أنه رأى أن ثمة مشكلة كبيرة في علاقاته مع روسيا، إذ تتجاهل موسكو استراتيجية تركيا ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد، إضافة إلى أن روسيا اكتسبت نفوذًا في قضية أكراد سورية.
وأوضح الكاتب تحوّل تركيا من حلف شمال الأطلسي (الناتو) ودخولها في شبكة معقدة من العلاقات تُعد فيها روسيا القوة المهيمنة، مردفًا أن تحالف أردوغان مع بوتين دمر حلمه الخاص بالإطاحة بحكومة الأسد.
وقال إن الطبيعة غير المتكافئة لعلاقات تركيا مع روسيا ملحوظة في مجالات أخرى، مثل نظام التأشيرات والصادرات والواردات بين البلدين، مشدّدا على أن الفصل في كل هذه المجالات لموسكو لا لأنقرة.
وللتغطية على جرائمة باعتقال عشرات الآلاف وطرد عشرات مثلهم من الآلاف، حاول رجب أردوغان، الظهور بمظهر المدافع عن حقوق الناس خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والهروب من أزماته الطاحنة بشد الأنظار إلى مصر والعرب ، في محاولة للهروب من أزماته الداخلية وصرف الانتباه عما تعانيه بلاده في الداخل والخارج بسبب سياساته الخاطئة.
فالاقتصاد التركي يتهاوى ويتراجع بسبب تدخلات أردوغان وصهره وزير المالية في إدارة الملف الاقتصادي بشكل فاشل، ما أدى إلى اقتراب الاقتصاد التركي من حافة الانهيار، كما أنّ الجانب السياسي هناك يعاني حالة من الانقسام داخل المجتمع التركي، فضلا عن تصدع كبير في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، ولذا، أوجد هذا، مطالبات بتقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية على أن تجرى العام المقبل بدلا من عام 2023، للتخلص من أردوغان وحزبه.
يحاول أردوغان العبث بتشكيل تركيا وفق رغباته حتى تخلو له ساحة الحكم، فنجح في سنوات بداية حكمة في تحصيل حاضنة شعبية سرعان ما تفككت تحت وابل أحلامه السلطانية من نفي أقرب مقربيه علاوة على أعتى معارضيه، ولا يكتب لهجماته الخارجة عن كل الطرق الدبلوماسية والقانونية ضد مصر أي توفيق، لأنها لا تستند إلا إلى منطق الصوت العالي، والتظاهر المخادع، وما خروج الأتراك في مظاهرات حاشدة ومتكررة وتحول رفقائه بالأمس إلى أعدائه اليوم، إلا إلى أقوى الدلائل على تداعي حكمه واقتراب نهايته.