الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إرادة وتحدٍ


قرابة خمسة عقود مضت على انتصارات أكتوبر، ولكن لايزال قدر مصر هو ذات القدر، تحديات تتكاثر وشدائد تمر بها ، لتنتصر مصر عليها وتجعل من الألم وقودًا يدفعها للأمام.

كان التحدي في يونيو 67 هو احتلال واستعمار الأرض، ولكن التحدي اليوم هو استعمار واحتلال العقول ، كان الصراع على الأرض ، على سيناء تحديدًا ، ولكن الصراع اليوم ليس على سيناء فقط بل رهان على الإيقاع بالدولة المصرية بأكملها، صراع على حصة مصر المائية وحصتها من كنوز المتوسط من حقول غاز ، كانت القيادة السياسية وقتها تلملم أوراقها وترتب نفسها بالكاد، أما اليوم فهي ثابتة وماضية بخطي ثابتة تحت مظلة رؤية واضحة ، كانت القوات المسلحة حينئذ لا تمتلك العتاد الكافي بل كانت تحارب بسلاح نصفه الإرادة ونصفه الذخيرة وتطلب مساندة الشعب ماديًا ومعنويًا، أما اليوم فهي تمتلك كل العتاد الحديث والقوي العسكرية ويلتف حولها الشعب وهى التي تتكبد العواقب المالية مقابل تطهير الشريط الحدودي دون تهجير أو خسارة مالية لأي من أهل تلك المناطق.

لم يكن عنوان الندوة " إرادة وتحدي" عنوانًا يصف الماضي فقط ، بل يصف الحاضر المتخم بالتحديات التي تحاصر مصر من كل الاتجاهات، فجنوبًا يهدد سد النهضة الأمن المائي المصري والذي تناولته كلمة السيد الرئيس مطمئنًا الشعب بأن هناك أكثر من حل ، وحتى إن باءت كل الحلول بالفشل، فستمضى الدولة المصرية في مشروع تحلية مياه البحر والذي بدأ بتكلفة 200 مليار جنيه وصولا لعام 2037 ليصل تكلفته 900 مليار جنيه، وهذا المشروع طويل الأمد إن لم يلق قبولا - اليوم- لدى المواطن المصري فعلى الأقل قد يقلل من تكالب كل الخصوم الذين يقفون ضد الصالح المصري ، مساندين بناء السدود، بمجرد علمهم أننا نمتلك حلولا بديلة وقادرون على إقامتها بالفعل .

أما من الشرق فحدث ولا حرج ، فمع عملية " نبع السلام" والتي لا تنتهج السلام على الإطلاق ومع العملية العسكرية التركية في شمال سوريا ، تقع الكارثة الأكبر في خروج العناصر الداعشية من السجون واستهداف سيناء مرة أخرى .

وبالطبع من الشمال ، لايمكن أن تهدأ تركيا عن التنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص والجور على حق مصر وقبرص في غاز شرق المتوسط.

تحديات كثيرة، ولكن الإرادة أقوي والجهد أعظم وحرب استنزاف جديدة ، نستنزف قوى الخصم الآثمة ، بتهديد حلمه في سرقة الوعي المصري وتدمير الدولة من الداخل ، بتشجيع صناعة الأفلام الحربية التي توثق بطولات الوطن وتنقل التاريخ إلى النشء .

فالسياسة هي فن استنزاف الخصم و الحرب الحقيقية باتت في عقل كل منّا الذي أصبح ساحة للمعارك بين الحقائق والأكاذيب، بين الشائعة والواقع.

فإن كنا اليوم في سنوات الاستنزاف، فحتمًا يحمل لنا الغد النصر.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط