الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بدأوا منذ 2013.. تفاصيل تحريات قضية تهريب الآثار المصرية فى حاويات دبلوماسية إيطالية

آثار مهربة
آثار مهربة

أحالت النيابة العامة، (ر. غالي) شقيق وزير المالية الأسبق بطرس غالي، وآخرين إلى الجنايات وأمرت بسرعة ضبط وإحضار "لاديسلاف أوتكر سكاكال" القنصل الفخرى السابق لدولة إيطاليا بالأقصر الهارب، وإدراجه على النشرة الدولية الحمراء وقوائم ترقب الوصول.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة من خلال وكيل مباحث الآثار أن عملية تتبع شبكة تهريب الآثار المصرية لأوروبا وعلى وجه التحديد لدولة إيطاليا تمت على مدار العام، تم خلالها إجراء كافة التحريات اللازمة وكانت المدة كافية لمعرفة جميع أعضاء الشبكة الإجرامية وكيفية ارتكاب الواقعة ودور كل متهم.

وجاء بالتحريات التى أجراها وكيل إدارة مباحث الآثار أن لاديسلاف أوتكر سكاكال، إيطالي تشيكى الجنسية، كان يعيش فى مصر وهو من أب تشيكي وأم إيطالية وكان يعمل مدير مركب بشركة جابي بالأقصر وكان على علاقة صداقة وطيدة بالمتهم «ب.ر.غالي» مالك شركة حابي للسياحة والمساهم الرئيسي فيها وأن المتهم لاديسلاف عمل قنصلا فخريا لدى السفارة الإيطالية بالأقصر مدة تقترب من 10 سنوات وكان فيها على علاقة بالمتهم  «م.م.جرجس» صاحب شركة إيجلز للشحن والتغليف وكان هو المسئول عن نقل كافة المنقولات والأمتعة الخاصة بالسفارة الإيطالية بمصر والدبلوماسيين العاملين بها.

وأشارت التحريات إلى أن المتهم لاديسلاف كان يتحدث العربية جيدا وتعرف فى الأقصر على الحارس الأمنى المسئول عن حراسة المراكب والتى كان من ضمنها المركب المملوكة لشركة حابي للسياحة والتى كان يديرها لاديسلاف أوتكر سكاكال لفترة من الوقت وأحمد.ح.ن والذى كان له نشاط غير مشروع فى التنقيب غير المشروع والحفر خلسة بحثا عن الآثار المصرية الفرعونية وعلى وجه التحديد فى المناطق الأثرية بالأقصر لأنه من سكان إحدي القرى بالمحافظة.

وأوضحت أن الحارس كان يقوم بتجميع القطع الأثرية التى يعثر عليها وبيعها إلى لاديسلاف أوتكر سكاكال الذي يقوم بشرائها منه بموجب تمويل يحصل عليه من شريكه الرئيسي وصديقه والممول الرئيسي لهذا التنظيم (ب.غالي) ويستغل المذكور علاقته بالمتهم (مدحت.م) الذى ينقل الأمتعة الخاصة بالسفارة الإيطالية ودبلوماسيها في حاويات دبلوماسية لا تخضع للتفتيش أو الفحص وفقا للاتفاقيات الدولية ويقوم باستغلال ذلك بأن يغلف تلك القطع الأثرية ويضعها فى المخزن المملوك لشركة مدحت لحين إتاحة الفرصة لوجود دبلوماسي إيطالي يقوم بنقل أمتعته فتتم وضع تلك القطع الأثرية داخل صندوق بالكونتنير الذى سينقل لإيطاليا وليكون بعيدا عن أعين السلطات.

وأضافت التحريات أنه تم ضبط شحنة بميناء ساليرنو الإيطالي فى إحدى الحاويات باسم دبلوماسي إيطالي انتهت مدة عمله فى السفارة الإيطالية والذى طلب إرسال متعلقاته إلى إيطاليا قادمة من مصر قبل عودته واستغل مدحت هذا الأمر ووضع القطع الأثرية داخل الحاوية ثم أرسل رسالة بريدا إلكترونيا إلى الدبلوماسي الإيطالي يعتذر فيها عن وجود خلط غير مقصود في محتويات الشحنة، وان عددا من الكراتين خاص بـ (لاديسلاف أوتكر سكاكال) دخلت بطريق الخطأ للحاوية وسيحضر لاستلامها.

وأوضحت التحريات أن الحاوية كانت تضم القطع الأثار المهربة من الأقصر كما عثر فيها أيضا على بعض القطع الأثرية التى تعود للعصر الإسلامي التى تم شرائها من الإيطالية إيرينا وهى تقيم بمنطقة وسط البلد ولكنها توفيت فى حادث سير بالعاصمة الإيطالية واشتراها منها (ب.غالي) وكان الأخير دائما ما يلتقي مع لاديسلاف أوتكر سكاكال فى مصر وأحيانا فى إيطاليا وفى فرنسا للإتفاق على عملية التصرف فى القطع الأثرية ثم يقوم بتسليم ب.غالى حصته من الأرباح بعد بيع كل القطع الأثرية.

وأكد ضابط التحريات أنه تم ضبط 21660 قطعة أثرية تنتمى للحضارة المصرية وعصورها المتعاقبة بداية من العصر الفرعوني إلى العصر الإسلامي كما أن المتهمين كانوا لا يضعون أموالهم فى البنوك لأنه يسهل التعرف على نشاطهم غير المشروع ولكنهم كانوا يضعونها فى الأرض بمكان خفي لا يعرفه سواهم حتى لا يتم اكتشاف نشاطهم غير المشروع.

وأضاف أنه تم العثور على قصاصة داخل أحد الكراتين على قصاصة مكتوب عليهم اسم المتهم أ.ن ورقم هاتفه والذى اعترف المتهم أنه بخط يده وأكدته مباحث التزييف وهى طريقة معروفة لدى تجار الأثار حتى يعطى الثقة للمشترى كما أنه يتواجد يوم عرض بيع الأثار كوسيط

وأوضح أنه تمت عملية التجميع للقطع الأثرية منذ عام 2013 لمدة عام ثم استكملت فى عام 2016 واستمروا فى نشاطهم ثم قام القنصل الأيطالي الفخرى بنقلها فى سيارته على عدة مرات إلى شقته بحي الزمالك ثم نقلها ب.غالي بسيارته إلى مخزن شركته وتوجهوا أيضا إلى منزل إيرينا وغلفوا القطع الأثرية لديها ونقلوها لنفس المخزن لحين تحديد الحاوية التى ستنقل من خلالها والتى ضبطت بعد ذلك بمعرفة السلطات الأيطالية.

وكشفت التحريات عن العثور بعد تفتيش منزل ب.غالى على بعض القطع الأثرية مملوكة له وأخرى ورثها من جدته، كما عثر على عدد 41 قرص ترامادول مخدر بشركته والتى أكد أنه يحوزها بقصد التعاطي الطبي والاستعمال الشخصي كما عثر داخل خزنة لاديسلاف أوتكر سكاكال على بعض القطع الأثرية التى يقوم بتجميعها حتى تأتى فرصة لنقلها للخارج والاتجار بها وقام بعمل توكيل لـ ب.غالي للتعامل على هذه الخزنة وهو على علم بكل محتوياتها واثريتها.

كما كشفت التحريات وجود قطعة أثرية متشابهة بين التى عثر عليها بخزينة لاديسلاف أوتكر سكاكال ومنزل ب.غالي وأن كثير من تلك الأثار تنتمي لعصر الرومان والبطالمه ولا صحة أنها ملك لعائلة ب.غالي.

واعترف ب.غالى خلال التحقيقات التى اجرتها النيابة العامة أن بعض المضبوطات التى عثرت عليها الأجهزة الأمنية مملوكة للقنصل الفخرى الايطالي وهى كانت موجودة فى شقته بالزمالك ومن قبلها فى شقة منشية البكرى وأن تلك القطع كان قد ورثها من أبيه وجده ولكن نفي أنه كان على علم بأثريتها وأنه كان يقتنيها كديكور فقط ولم يقم ببيعها.

وشهدت إحدى الخادمات وتدعى صباح لدى القنصل الإيطالى الفخرى بأن ب.غالى كان لديه مفتاح من شقة الزمالك وأنه كان دائم التردد على الشقة سواء فى وجود القنصل أو عند مغادرته للبلاد ووجوده فى إيطاليا وأنه حضر أكثر من مرة للاطمئنان على القطع الأثرية الموجودة فى الشقه وأنه حضر فى يوم من الأيام إلى الشقة ومعه بعض الأشخاص ورأوا المقتنيات الأثرية بعد اتصال هاتفي من القنصل الإيطالي الفخرى الذى طلب منها تنظيف الشقة ووضع بعض القطع الأثرية فى الممر لسهولة العرض.